مصطفى نصر الدين
أحمد العموري
سجد الجبوري
إدارة المدرسة ظنّت أن الطالبة رودينا أسامة تُبالغ بشكواها لتحدث الكارثة
“أنتي ازاي مستحملة شكلك؟”.. بسبب التنمر وهذه الكلمات القاسية والخالية من الإنسانية توفيت رودينا أسامة، الطالبة بمرحلة الثانوية العامة في مصر بعد أن أصيبت بأزمة قلبية.
وقبل الواقعة المؤسفة، اشتكت الطالبة أكثر من مرة لدى إدارة المدرسة لكن بسبب كثرة المتنمرات واعتقاد الإدارة أن ما يجري هو مناوشات ومزاح وغيرة بين الطالبات لم تعطي المشكلة حقها وجرى ما جرى، حتى توفيت جراء هذه السخرية المُتكررة من قبل زملائها في المدرسة.
ولذلك، نسأل في حلقة برنامج “ستديو الآن” اليوم، “من الذي يتحمل مسؤولية هذه الكارثة؟، وهل يمكن محاسبة الطالبات المتنمرات وإدارة المدرسة؟، وهل التنمر عادة اجتماعية او مرض نفسي أم جريمة؟.
الرأي رأيكم
وحول هذا الموضوع، أجّرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “بعد وفاة طالبة مصرية بسبب التنمر.. هل لدى دولتكم برامج توعية كافية للحد من هذه الظاهرة؟، وجاءت الإجابات على النحوِ التالي:
- نعم: 20%
- لا: 80%
شكوى ضد إدارة المدرسة
وفيما يتعلق بالإجراء القانوني حول هذه الواقعة، قال الكاتب الصحفي مصطفى ضرغام، إن والد رودينا تقّدم بشكوى ضد إدارة المدرسة، كونها لم تقم بواجبها على النحو الأمثل.
ولفت: “يوجد بالفعل أخصائي اجتماعي نفسي، لكن دوره يقتصر على حلِ المشكلات وليس منع حدوثها”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد دليل مادي أو شبهة جنائية حتى يقدمه والد الطالبة المتوفية.
وأضاف ضرغام خلال لقاءه في “ستديو الآن”: “الطالبة تأثرت بالفعل نفسيًا وقد يكون هذا السبب في هبوط الدورة الدموية لديها، لكن لا يوجد في هذه الواقعة دليل مادي حتى يقدمه والدها لأجهزة الأمن أو الأجهزة المعنية، لذلك سيقتصر الأمر فقط على تقديم والد رودينا شكوى لوزارة التربية والتعليم”.
ونوه: “يتم التحقيق في هذه الواقعة الآن، وتحديدًا مع الطالبة المتنمرة، خاصة وأن كان هناك شكاوى قدمت بها مسبقًا وتدخل والدها في هذا الأمر حيث اعتدى على مديرة المدرسة بالضرب، وحررّت له محضرًا في قسم الشرطة قبل أن يتم التصالح بينهما”.
ما هو التنمر؟
ومن المنظور الطبي، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال استضافته عبر تقنية “سكايب” في برنامج “ستديو الآن”: “الشخص المتنمر هو شخص سايكوباتي وجرائمه لا تقل عن جرائم من يقبعون في السجون، كون المُتنمر هاتك للأعراض ويستمتع بإيذاء الآخرين”.
وأضاف: “المُتنمر يحمل طباع الشخصية السادية، ويتصف بالتكبر والحقد والغرور”، مشيرًا إلى أنه دائمًا ما يلجأ إلى الهيمنة والسيطرة على الآخرين بإيذائهم نفسيًا، بسبب ضعف شخصيته، مؤكدًا:”الشخص المُتنمر في الأغلب يتصف آبائه بالتنمر ولذلك يتأثر بهم بشكل كبير ويُصبح مثلهم”.
ولفت د. هندي: “الكثير من الدول باتت تكافح من أجل التصدي لظاهرة التنمير بما في ذلك مصر ودولة الإمارات العربية المُتحدة”.
المتنمر ينقض على فريسته بلحظة ضعفه
من ناحيتها أوضحت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، عبر الهاتف – أوضحت – تعريف كلمة التنمر، وقالت: “مصطلح التنمر مقتبس من النمر، حيث أن النمر المفترس ينقض على فريسته ويُحاول التهامها خلال لحظة ضعفها”.
وأضافت: “من الواضح أن الفتيات المتنمرات ممن تسببوا في إيذاء رودينا كانوا يشعرون بالغيرة منها”.
ولفت: “يبدوا أن رودينا كانت خجولة ولم تك عدوانية مقارنة بهؤلاء الطالبات ممن استضعفوها وبدأوا ممارسة عملية التنمر في لحظات ضعفها”.