الارتباك يسود في لبنان بسبب التوقيت الصيفي
أعلنت الحكومة اللبنانية، التراجع عن قرارها تأخير العمل بالتوقيت الصيفي بعد أن أثار انقساماً وجدلاً واسعاً.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الحكومة قررت اعتماد التوقيت الصيفي بدءًا من منتصف ليل الأربعاء.
ويلتزم لبنان سنوياً بالتوقيت الصيفي العالمي الذي بدأ هذا العام منتصف ليل السبت، لكن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قرّر الخميس تمديد العمل بالتوقيت الشتوي “استثنائياً” حتى ليل 20-21 نيسان/أبريل.
وجاء قرار ميقاتي بهدف مراعاة الصائمين المسلمين، مما يسمح لهم بالإفطار ساعة أبكر.
التوقيت الصيفي اتخذ طابعًا سياسيًا
وفي هذا السياق، أوضح الكاتب والمُحلل السياسي علي حمادة خلال استضافته في برنامج “ستديو الآن” عبر تقنية “سكايب”، أن: “تغيير التوقيت الصيفي هو مسألة إجرائية بسيطة تتعلق بإطارٍ اقتصادي وليس سياسي”.
وأكد حمادة في معرض حديثه: “رئيس الحكومة اتخذ قرارًا شخصيًا يتعلق بانتقال البلاد من التوقيت الشتوي إلى الصيفي في حين أن هذا القرار لابد أن يُتخذ من خلال قرار مجلس الوزراء وليس من خلال مذكرة يُصدرها رئيس الحكومة”.
وأشار الكاتب والمُحلل السياسي إلى أن هناك مقدمات للأزمة، قائلًا: “الأمر لا يتعلق فقط بالتوقيت الصيفي أو الشتوي، لكنه يرتبط بمسألة الاستحقاق الرئاسي وشعور شريحة كبيرة من اللبنانيين بأن هناك قوى تُحاول أن تفرض على اللبنانيين رئيسًا لا يتمتع بالتأييد اللازم”.
الرأي رأيكم
وحول هذا الموضوع، أجرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “برأيك هل هي أزمة دينية أم مكايدة سياسية؟.. توقيتان في لبنان على خلفية الجدل بشأن إقرار التوقيت_الصيفي وتأجيله، وجاءت الإجابات على النحوِ التالي:
- أزمة دينية: 19%
- مكايدة سياسية: 81%
وتعليقًا على نتيجة الاستفتاء، قال حمادة، إن: “إجراء تعديل التوقيت الصيني ليس ديني بل هو سياسي”.
وأضاف: “كان هناك رد فعل أوسع من الإطار المسيحي، فهناك مُشكلة يتسبب بها حزب الله ليس فقط تجاه المسيحيين بل تجاه اللبنانيين أجمع، وهي مشكلة ترتبط بتعطيل الاستحقاق الرئاسي بغرض فرض رئيس ينتمي لحزب الله”.
استغلال التوقيت الصيفي
من ناحيته، علّق الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس خلال استضافته في برنامج “ستديو الآن” على تلميحات النائب جبران باسيل لحزب الله بأنه على غير وفاق معهم واستغلاله لأزمة التوقيت الصيفي للحديث عن هذا الموضوع، قائلًا: “جبران باسيل يعيش ويقتات على الصراع المذهبي ويبحث عن آلية لاستعارة هذا الصراع وإذا تحول هذا الصراع إلى صراع مذهبي فهو بسبب جبران باسيل وتغريداته ومحاولات اصطياده في هذا الأمر”.
وأضاف: “لبنان وصل إلى هذا الوضع الصعب، بسبب تصرفات جبران باسيل وفريقه السياسي الذي طالما كان حليفًا لحزب الله وكان بالشراكة مع حزب الله يُشكلون الحكومات”.
ولفت بولس: “خلاف التيار الوطني الحر مع حزب الله ليس ناتج عن سوء إدارة الدولة، لكن لأن حزب الله اتخذ قرارًا بترشيح سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية بدلًا عنه وبالتالي فهو خلاف على المحاصصة وحكم لبنان”.
كما أكد: “لا يمكن اعتبار تغريدات جبران باسيل لتحصيل حقوق وإنما هي للاستفادة من التوتر الحاصل بقدر المستطاع وحصد شعبية كبيرة”.