أزمة جفاف كبرى.. كيف يواجهها المغرب؟
يبدو أنّ أزمات المياه لن تترك بقعة من العالم، والمغرب ليس استثناءً إذ يشهد هذا العام أسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود، والوضع مرشح للأسوأ في أفق السنوات القادمة في ظل توقعات تشير إلى انخفاض نسبة الأمطار وارتفاع سنوي للحرارة.
ولأنّ مؤشرات عدّة تجعل ناقوس الخطر يُدَقّ، عمدت السلطات الحكومية في المغرب إلى اللجوء إلى تقنية تحلية مياه البحر لتغطية حاجتها خاصة في مجال الزراعة، وهو قطاع مهم لاقتصاد البلاد.
لكن بعض مشاريع تحلية مياه البحر عرفت تأخرًا في الإنجاز، ما يهدد كبرى مدن المغرب، وبالأخص العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء التي يتوقع أن تشهد عجزًا في تأمين حاجات سكانها من ماء الشرب في العام 2025.
وإلى ذلك، كيف سيواجه المغرب الجفاف و أزمة شح المياه؟ وهل تنقذ تحلية المياه بالطاقة المتجددة؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
هل يتصاعد الجفاف في المغرب؟
من جانبه، قال أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، د. محمد سعيد قروق، إن: “الجفاف يُعد من بين الأوضاع المناخية البارزة في المغرب، والسلطات قررت منذ ستينيات القرن الماضي تخصيص ربع ميزانية الدولة لتشييد السدود وجعلها قادرة على مواجهة أزمة المناخ”.
وأضاف قورق ردًا على أهمية محطات تحلية المياه: “المحطات ستكون مكملة للسدود الداخلية، حيث أن السلطات المغربية رأت أن المناطق الساحلية تُزود بمياة التحلية سواءً على صعيد مياه الشرب أو المياه الخاصة بالفلاحة”.
ولفت: “المناطق الداخلية ستتكفل بها السدود وأظن أن هذا قرار حكيم كونه يجعل هناك كميات كبيرة من المياه متوفرة وهذا شئ مهم جدًا”.
وفيما يتعلق بمدى تصاعد الجفاف، قال قروق: “هذا الأمر نجهله، لكننا استطعنا تعبئة 16 مليار من المياه في السدود وهذا جيد جدًا”.
الرأي رأيكم
وحول هذا الموضوع، أجرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “هل تعاني من أزمة ندرة المياه في بلدك؟.. خاصة مع وجود أزمات في المياه الصالحة للشرب في العديد من الدول العربية على غرار المغرب أخر المنضمين، وجاءت الإجابات على النحوِ التالي:
- نعم: 79%
- لا: 21%
دور التكنولوجيا
وفيما يتعلق بمدى استخدام التكنولوجيا في مواجهة أزمة المناخ، قال الخبير في المناخ والتنمية المستدامة المهندس محمد بنعبو، إن: “التكنولوجيا يُمكن أن تلعب دورًا مهمًا وكبيرًا في ترشيد استخدام واستهلاك الموارد المائية”.
وأضاف خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، أن: “دول حوض البحر المتوسط تواجه جميعها أزمة جفاف، وهو الحال نفسه في تونس والجزائر والمغرب وفرنسا وإسبانيا”.
ولفت: “المغرب يسعى اليوم لتطبيق نهج الفلاحة الذكية عبر استخدام الآليات الحديثة المختصة في ترشيد استهلاك المياه، والتي تعمل على كشفِ مكونات التربة بأي منطقة فلاحية ومعرفة كمية المياة التي تحتاجها تلك المناطق وهو ما يجعل استخدام واستهلاك الموارد المائية يتم بصورة أكثر عقلانية”.