النزاع يُشكل خطرًا على أعمال البنوك السودانية واقتصاد الدول المجاورة
يواجه السودانيون في الخرطوم أزمة شديدة في السيولة النقدية اللازمة لمعيشتهم، مع إغلاق البنوك السودانية والمصارف وتعطل العديد من ماكينات الصرف الآلي في ظل استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أسبوعين.
ودفع إقبال السودانيين على تدبير ما يلزمهم من نقد محلي إلى استغلال بعض المستفيدين لهذه الظروف الصعبة من خلال بيع العملة المحلية مقابل الدولار بسعر مرتفع، كما يشكل النزاع في السودان خطراً على جودة أصول بنوك تنموية أفريقية، ومؤسسات تمويل إسلامية، كما يؤثر سلباً على ائتمان دول مجاورة، بما في ذلك مصر وإثيوبيا، بحسب وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني.
والأهم من هذا كله أموال المودعين والضمانات التي يمكن أن تقدم لهم من اجل استرداد أموالهم، حيث لايمكن توقع السيناريو القادم وسط تمسك كل طرف بمواقفه واستمرار القتال مع تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فما هو وضع البنوك السودانية المغلقة منذ أسبوعين، وهل من الممكن توفير حماية مالية في البلاد؟ وما هي البدائل أمام السودانيين؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة “ستديو أخبار الآن”.
تفاقم الوضع الاقتصادي باستمرار الاشتباكات
وحول هذا الموضوع، قال أستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية ومدير مركز المعلومات بوزارة المالية سابقًا د. عادل عبد العزيز، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، إن: “هناك شركة تُسمى ضمان الودائع المصرفية تضمن أموال المودعين”، مضيفًا: “لا خوف على أموال المودعين في المصارف”.
وردًا على استمرار الاشتباكات والصراع في السودان، قال د. عبد العزيز: “سوف تكون هناك صعوبة في الوضع الاقتصادي في حال استمرار الاشتباكات على هذا النحو، إذ أن النقد الموجود في أيدي المواطنين من المُمكن أن يختفي تدريجيًا”.
وأشار إلى أن التجار الذي يتم الشراء منهم لا يقومون بإيداع الأموال مرة أخرى في البنوك بسبب قلقهم من الأوضاع الحالية، مؤكدًا: “هذه المشكلة ربما تتسبب بحدوث أزمة في السيولة النقدية”.
وأضاف: “الوضع الراهن في السودان أثّر كذلك على التبادلات الإلكترونية باستخدام البطاقات البنكية فهي متوقعة تقريبًا الآن بسبب الاضطرابات التي طالت الإدارات في البنوك”.
ما الحل؟
ومن ناحيته، قال الخبير الاقتصادي والشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر الأمريكية لدراسات أسواق المال عمرو عبده، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إنه لا يتوقع حدوث انفراجة في الاقتصاد بالمستقبل القريب، مؤكدًا: “الاقتصاد السودان لن يتعافى قريبًا”.
وأضاف: “الاقتصاد السوداني كان مُنهكًا بالفعل قبل نشوب هذه الاشتباكات الدائرة، ولذلك من الصعب أن ينهض على مدى السنوات المقبل جراء هذه الأحداث”.
ولفت الخبير الاقتصادي: “الكثير من القطاعات تأثرت بشدة ومنها الزراعة، كما أن المستثمرين الأجانب ربما فقدوا الثقة في السودان الذي كان في أشد الحاجة إليهم”.
وفيما يتعلق بالحل، قال عبده: “يجب أن توجد سلطة مدنية تضع خطة للنهوض بالاقتصاد السوداني، كما أنه على المجتمع الدولي أن يُساعد السودان ويُسهم في دعم اقتصاده بشكلٍ كبير”.