وساطات إقليمية ودولية تحاول إنقاذ السودان من حرب أهلية
حراك سياسي ووساطات نشطة لحل الصراع السوداني من أجل التحول من الهدن الممددة إلى هدنة دائمة. ولكن في انتظار نضوج الحلّ، تستمر الخروقات فقد تبادل طرفا الصراع في السودان، الجيش والدعم السريع، الاتهامات مجددا بخرق الهدنة الإنسانية واستهداف المنشآت المدنية، رغم الحديث عن تعيين ممثلين لمحادثات سلام.
وفي وقت بحث وزيرا خارجية الولايات المتحدة ومصر الجهود المبذولة للوصول إلى وقف مطول ومستدام لإطلاق النار، يستمر السودانيون بالتدفق إلى خارج العاصمة بحثاً عن ملاذ آمن حيث تتدهور الأحوال في البلاد لتلامس الكارثة الصحية والإنسانية، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة أكثر من مرة منذ انطلاق شرارة الصراع في 15 أبريل الماضي.
فهل أصبح الخرق المستمر للهدن في نسخها الست، أمرا واقعا لتحقيق مكاسب ميدانية؟ وما حظوظ الهدنة الدائمة؟ وأي شروط للهدنة يمكن أن يوافق عليها طرفا النزاع؟
في هذا الخصوص يقول رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية عثمان ميرغني: “في تقديري الطرفان كانا يدركان أنهما غير معنيين تماما بإيقاف وقف إطلاق النار لأن الحرب في بدايتها وكل طرف يريد أن يحسن وضعه العسكري وهو يدرك أن الطرف الاخر لن يلتزم بالهدنة”.
ويكمل:” ليس هناك ثقة متبادلة بين الأطراف كما أنه ليس هناك آلية لمراقبة الالتزام بالهدنة، وأعتقد أن الطرفين لا يبلغان حتى القوات التابعة لهما بأنه يجب إيقاف النار باعتبار أن هناك تداخلا كبيرا بينهما، فالطرفان في مكان واحد لا يفصل بينهما الا أمتار قليلة”.
وتابع: “كل طرف يعتقد أنه إذا لم يستطع أن يحقق مكاسب واضحة على الأرض فهو لن يكون قادرا على إيقاف القتال”.
وساطة أمريكية
وحول موضوع الوساطات التي تم الحديث عنها ومنها المصرية والأمريكية والسعودية، يقول السماني عوض الله رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز: ” هذه الاتصالات لم تكن الأولى كون الرئيس المصري أجرى اتصالات مع جنوب السودان والرياض والإمارات، وكل هذه الجهود تقوم بها دول الجوار في محاولة لوقف الحرب”.
أعتقد أن الولايات المتحدة هي التي طرحت مبادرة مشتركة للاجتماع في الرياض، حيث تسعى لإيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين حتى يتم وقف إطلاق النار والدخول في المفاوضات، والقوات المسلحة ترفض الدخول في هذه المفاوضات مع الدعم السريع باعتبارها قوة متمردة”
ويضيف: “أعتقد أن الاتفاق الإطاري لن يكون موجوداً بعد انتهاء الحرب”.