الهجمات الروسية على كييف فضحت ضعف قواتها الجوية
على مدار 4 ليالٍ متتالية، ضربت مُسيرات روسية كييف في هجومٍ وصفته وزارة الدفاع الأوكرانية بـ “الهائل” على جبهتي الشرق والجنوب، منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، استعانت موسكو بالمسيرات الإيرانية لتشن 15 هجومًا جويًا، استهدفت مقرات عسكرية أوكرانية ومنشآت البنية التحتية، ما دفع كييف لمناشدة الغرب مُجددًا والمُطالبة بتقوية الدفاعات الأوكرانية.
أما روسيا فقد أعلنت من خلال وزير دفاعها “سيرغي شويغو” تمسكها بتحقيق أهدافها في أوكرانيا من خلال تكثيف الوحدات في جميع المناطق من أجل الحد من جهود القوات الأوكرانية، فما هي أهداف الكرملين من هذه الهجمات المكثفة؟، وإلى أين سيقود هذا التصعيد بين الطرفين؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
محاولة لوقف هجوم أوكرانيا المضاد
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأوكرانية محمد البابا، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “تصعيد الهجمات الروسية محاولة لوقف القوات الأوكرانية من استهداف مواقع روسية وردع التحضير للهجوم الأوكراني المُضاد”.
وفيما يخص هذه النقطة، أكد البابا: “هناك عمليات نوعية يقودها الجيش الأوكراني، منها استهدافه لخطوط الإمداد العسكرية التي تمد القوات الروسية بالوقود، عبر ضرب أكثر من 21 محطة لتوزيع الوقود منتشرة في محيط الحدود الأوكرانية”.
وأضاف: “الجيش الأوكراني تمكن أيضًا من ضرب مخازن عسكرية كبيرة تابعة للقوات الروسية في مناطق شبه جزيرة القرم، واستهداف عمق الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية”.
وأوضح الكاتب المتخصص في الشؤون الأوكرانية أنه: “بالقراءة العسكرية تمثل تلك الضربات تجهيزًا للهجوم البري المضاد الذي تعتزم القوات الأوكرانية القيام به”.
ضعف العتاد الروسية
ومن ناحيته، قال الأكاديمي والباحث السياسي في جامعة كييف الوطنية، د. ميكولا باستون، إن: “الهجمات التي استهدفت مواقع أوكرانية أظهرت ضعف الدفاعات الجوية الروسية”.
ولفت باستون في معرض حديثه: “تبين من الهجمات أن الصواريخ الروسية التي كان من المفترض أن تبدوا قوية أنها ليست كذلك، حيث تم إسقاط كل هذه الصواريخ الباليستية بنسبة 100%، وهذا أمر مؤشر مُهم جدًا في مسار الحرب”.
وأضاف الباحث السياسي أن: “هجمات المُسيرات على موسكو لا أعتقد أنها جاءت من الجانبِ الأوكراني، فنحن نعلم جيدًا أن الجيش الأوكراني يستهدف المواقع العسكرية والخطوط اللوجيستية فقط، أما الهجوم على موسكو لم يكن من جانب كييف”.
كييف تنفي
وعقب إعلان روسيا إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة في محيط موسكو، نفى مستشار بالرئاسة الأوكرانية مشاركة كييف بشكل مباشر في هجوم بطائرات مسيرة على موسكو، الثلاثاء، لكنه قال إن بلاده سعيدة بمشاهدة الأمر وتتوقع زيادة في تلك الهجمات.
وقال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، لقناة (بريكفاست شو) على يوتيوب “فيما يتعلق بالهجمات: بالطبع نحن سعداء بمشاهدتها ونتوقع زيادة في عدد الهجمات. لكن ليس لنا علاقة مباشرة بالأمر”.
وجاء هجوم الثلاثاء غداة ضربات جوية روسية استهدفت، ليل الاثنين الثلاثاء، العاصمة الأوكرانية كييف، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل.
وطوال الليل دوّت صفارات الإنذار في كييف، وتشيركاسي (وسط) وكيروفوهراد وميكولايف وخيرسون (جنوب)، لتحذير السكّان من غارات جوية تستهدف هذه المدن.