مخاطر التدخين والسجائر الإلكترونية
تقدّر منظمة الصحة العالمية ومركز “توباكو أطلس” (“أطلس التبغ” – The Tobacco Atlas) أن عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم حيث يعيش نحو ثمانية مليارات شخص.
التفكير بترك التدخين قد يكون تحديا كبيرا وصعبا بالنسبة للمدخنين الذين جعلو من هذه السجائر عادة يومية، ورغم تراجع عدد المدخنين في العالم إلى نحو 20%، مقارنة بالعام 2000، فإن عدد المستهلكين مازال مرتفعا، ويقدر بمليار شخص في العالم.
تفيد الأرقام بأن 15 شخصا على الأقل يموتون كل دقيقة بسبب التبغ، وللإقلاع عن هذه العادة السيئة لجأ المدمنون إلى وسائل عدة، من بينها استبدال السجائر العادية بالالكترونية.
لا تزال السجائر الإلكترونية موضوع جدل: هل هي صحية؟ وما هي النتيجة إذا تمت مقارنتها بالسجائر العادية؟ كيف تحدث عملية “التدخين” فيها؟ وهل تصدر منها مركبات سامة؟
إذ تحتوي السجائر العادية على كمية كبيرة من النيكوتين وتبغ محترق وتصدر دخانًا سامًا كما تشكل خطرًا للمدخنين والمحيطين بهم وتسبب مشاكل صحية خطيرة مثل سرطان الرئة.
يبدو أن رحلة التغيير هذه باتت ممتعة بسبب ازدياد شعبية السجائر الالكترونية فهي أصبحت منتشرة حتى بين الأشخاص الذين لم يجربوا السجائر التقليدية مطلقا، كيف لا وهي سهلة الاستخدام وذات ألوان زاهية وتأتي بنكهات مثيرة ومختلفة.
فما الفرق بين السجائر الالكترونية والتقليدية؟ وما مدى أمان الأولى؟ هل تقربك هذه الخيارات البديلة مثل السجائر الالكترونية من التخلص من هذه العادة المميتة أم أنها حلول وهمية أخطر بكثير؟ هذا ما ناقشناه في حلقة الجمعة من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
وحول هذا الموضوع قال د. جاسم المرزوقي استشاري علاج نفسي أن: “خطورة السيجارة الإلكترونية هي أضعاف مضاعفة من السيجارة التقليدية لأن هناك مفهوم شائع بين الناس أنها أقل ضرراً بينما هي بذات الأضرار”.
وتابع: “يعتقد بعض الناس بأنها مجتمعياً متقبلة أكثر وهذا جعلها تشهد إقبالاً من الأشخاص الأصغر في العمر، وانتشرت لدى كلتا الجنسين، الفتيات والفتيان بنفس الدرجة”.
ثم أضاف: “أنها أصبحت متقبلة بشكل أكثر لأنها مرتبطة بالمظاهر، لأن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت طفرة نوعية في هذا الجانب وأن وجود السجائر الإلكترونية أصبح مرتبطاً عن المراهقين بالشخصية الراقية وهذا الاعتقاد عزز سهولة الوصول إلى هذه المادة”.
تحدث د. شريف البرديسي، استشاري طب القلب التداخلي عن خطورة استعمال السجائر الإلكترونية كوسيلة للعلاج من إدمان تدخين السجائر التقليدية لكن في نفس الوقت أعلنت بعض البلدان أن السجائر الإلكترونية حل للإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية.
بحسب د. شريف، يحاول العديد من المدخنين استبدال السجائر التقليدية بوسائل جديدة مثل التدخين عبر التسخين والسجائر الإلكترونية وغيرها، لكن المخاطر تكمن في أن المدخنين يستبدلون طرقهم التقليدية بالجديدة ضناً منهم أنها طرق للتدخين بدون مخاطر، لكن الحقيقة أن التدخين بكل أشكاله مضر بالصحة ويجب الإقلاع عنه.
لذا من الممكن الانتقال من السيجارة العادية إلى الإلكترونية مع وضع هدف نهائي وهو ترك التدخين.
مخاطر النيكوتين على صحة الأسنان واللثة
يسبب التدخين نقصًا في الأكسجين في مجرى الدم ويؤثر كذلك على إمداد اللثة والهياكل العظمية والأنسجة الداعمة حول جذور الأسنان بالدم، مما يتسبب في تأخر التئام اللثة لدى المريض.
أظهرت الأبحاث أن تدخين السجائر والسيجار ومضغ التبغ والغليون يعد المسبب الرئيسي لسرطان الفم وأن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بعشر مرات مقارنة بغير المدخنين.
وبحسب مركز جونز هوبكنز الطبي عندما تصبح مشاكل اللثة أكثر حدة، فمن المرجح أن تفقد الأسنان هياكلها الداعمة ويمكن أن تتساقط بسهولة.
خلال الحلقة ناقشنا مع د. ريم حمدان، أخصائية طب الأسنان مخاطر التدخين بكل أشكاله، والتي تحدثت عن أن الإدمان على النيكوتين يتسبب بجفاف الفم وذلك يترتب عليه عدد من المشاكل الفموية مثل تغير حاسة التذوق عند المدخن ورائحة الفم الكريهة، مما يتسبب بمشاكل نفسية واجتماعية للمدخن مثل الانعزال عن المجتمع.
كما أضافت د. ريم أن السجائر الإلكترونية لا تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين بل تتسبب بمشاكل أكبر حيث يدمنها بعض المدخنين جنباً إلى جنب مع السجائر التقليدية.
هل السجائر الإلكترونية أفضل من التقليدية؟
تتفق أغلب الأبحاث والدراسات على وجود مميزات للسجائر الإلكترونية تجعلها أفضل من السجائر العادية، لكنها أفضلية نسبية، بمعنى أن الضرر واقع في الحالتين، مع وجود مميزات واضحة للسجائر الإلكترونية مثل التخلص من القطران وانبعاثات الاحتراق وبعض المواد السامة الناتجة عن التدخين، وتقليل أخطار الحرائق المنزلية.
سجائر التبغ العادية تحتوي على 7000 مادة كيميائية الكثير منها مواد سامة ومسرطنة، وعلى الرغم من أن السجائر الإلكترونية لا تعتمد على احتراق التبغ إلا أنها لا تخلو من الضرر.
ففي دراسة أجراها معهد مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية، أظهرت نتائج المقارنة بين عينات بول مدخني السجائر الالكترونية والسجائر العادية أن بول مستخدمي السجائر الالكترونية بشكل يومي يحتوي على نسبة 19 بالمائة أكثر من الرصاص، و23 بالمائة أكثر من عنصر الكادميوم، و20 بالمئة أكثر من مادة البيرين وهي من العوامل الحيوية المسرطنة المرتبطة بالنوبات القلبية، و66 بالمائة أكثر من مادة أكريلو نتريل وهي مادة سامة تسبب تهيج في الجهاز التنفسي عند استنشاقها، ما يعني أن خطر التدخين ما يزال قائماً.