عمالة الأطفال.. استغلال مبطن لبرائتهم من أجل الحصول على المال
الحروب والصراعات وعدم الاستقرار السياسي كلها عوامل رفعت من نسب عمالة الأطفال حول العالم خاصة في البلدان الفقيرة والتي تعيش اضطرابات.
وجاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتزيد الطين بلة فبات منظر الأطفال وهم يغنون ويرقصون ويروجون للبضائع ويطلبون الدعم المادي من خلال البث المباشر شبه اعتياديًا، فهل هذا أمر طبيعي أم هو استغلال مبطن لبراءة الأطفال من قبل عوائلهم؟، وهل يمكن محاسبتهم قانونيًا أم أن مواقع التواصل جعلت كل شيء مباح ولم تعد هناك إمكانية لضبط إيقاعه؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
الإتجار بالبشر
وحول هذا الموضوع، قالت عضو المجلس القومي في مصر صفاء عبدالبديع، خلال استضافتها في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “كل مشاهد الاستعطاف وجذب الانتباه التي تمارسها العوائل بحق أبنائهم في مواقع التواصل تُعد استغلالًا للطفولة”.
وأضافت عبدالبديع: “هناك صورًا سلبية ترتبط باستغلال الأطفال، وجميعها يُجرمها القانون المصري باعتبارها من بين أشكال الإتجار بالبشر، ومنها استغلال الطفل في الحرف الخطرة، ما يتسبب في إصابته أو وفاته، وكذلك أعمال الدعارة والأنشطة غير القانوني، فكل ذلك من أسوأ مظاهر استغلال الأطفال”.
ولفتت: “المجتمع الدولي والقانون المصري يجرمان هذه الممارسات بسبب ما يترتب عليها من أثار سلبية تعود على الطفل والمجتمع ككل”.
وأشارت إلى أن القانون المصري أعطى الحق لكل من يرى أو يُشاهد أي جريمة تتمثل في وقوع عنفٍ على الأطفال، عليه أن يتقدم بالشكوى إلى الجهات المُختصة”.
ضرورة حماية الأطفال
ومن ناحيته، قال رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الطفل في تونس معز الشريف، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، إن: “هناك تراخي في تطبيق القوانين الرادعة لاستغلال الطفولة بمواقع التواصل الاجتماعي”.
ولفت: “هُناك تقصير كبير من جانبِ الأسر والأهالي في تربية أبنائهم على كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على نحوٍ سليم”، مشيرًا: “عدد كبير من القضايا في تونس مرتبطة بالأطفال واستخدامهم لتلك المواقع، حيث أن تواجد صورة الطفل على الفضاء الافتراضي يُعرضه للاستغلال من خلال التلاعب بصورة وتزييفها وتركيبها على عناصر غير ملائمة، ومن ثم تهديده واستغلاله بشكلٍ سئ”.
وأضاف الشريف في معرضِ حديثه: “على كل المجتمعات أن تُسهم في دعم الآليات الخاصة بحماية الأطفال، كون الجرائم الإلكترونية باتت عابرة للدول والقارات”.
كما أوضح رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الطفل أن هناك جرائم جديدة، بينما لم يتم تطوير القوانين اللازمة لتوفير الحماية للأطفال، مشددًا: “لا يُمكن تمكين الطفل من استخدام هذه المواقع والتطبيقات الإلكترونية إلا بوجود شخص بالغ بجانبه، يُراقب استخدامه، حتى لا يتم تعريضه لأي نوع من المخاطر”.
اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال
وفي الـ 12 من يونيو من كلِ عام، يحل اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، في حين تم إحراز تقدم كبير في الحد من عمالة الأطفال على مدى العقدين الماضيين حسبما ذكرت الأمم المُتحدة، بينما لا يزال 160 مليون طفل منخرطين في عمالة الأطفال – بعضهم لا تتجاوز أعمارهم الخامسة.
ودعا موضوع اليوم العالمي في العام 2022 إلى زيادة الاستثمار في أنظمة وخطط الحماية الاجتماعية لإنشاء أرضيات حماية اجتماعية متينة وحماية الأطفال من عمالة الأطفال.
وتحتل أفريقيا المرتبة الأولى في ما يتصل بعدد الأطفال الملتحقين بأعمال الأطفال، حيث يصل عددهم إلى 72 مليون طفل. وتحتل منطقة آسيا والمحيط الهادئ المرتبة الثانية حيث يصل العدد إلى 62 مليون طفل.