اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا حول استهداف سد كاخوفكا
حرب السدود تنقل الحرب الروسية الأوكرانية لمرحلة جديدة، والحديث هنا عن سد كاخوفكا الذي لا يعلم أحد إلى الآن إن كان سبب انهياره القصف المتعمد، أم العمليات العسكرية المستمرة.
لكن هي خطوة تنبأ بها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي قبل عام تقريبا حيث اتهم الروس بالتحضير للهجوم على السد، فهل يقفون وراء الهجوم لتشتيت كييف عن هجومها المضاد أم أن كييف فعلتها لعزل القوات الروسية أم أن الطرفين سيتضرران من انهياره وهذا ما دفع البيت الأبيض لعدم توجيه الاتهام لأي أحد، هذا ما ناقشته حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
تعمد روسي
قال غيث أحمد مناف عضو مكتب الصحفيين في فيلق الابولون القتالي في أوكرانيا، إن ما حدث جراء استهداف محطة الكهرومائية في سد كاخوفكا هو عمل إجرامي مدان من قبل أوكرانيا.
وأضاف أن المنظمات الإنسانية تصنف استهداف السد على أنه جريمة إنسانية خاصة في ظل إجلاء أكثر من ألفي شخص وغمر أكثر من 3 آلاف منزل بالمياه.
وأكد أن المتضررين هم الأوكرانيون سواء كانوا تحت سيطرة القوات الروسية المحتلة أو تحت سيطرة القوات الأوكرانية. مشيرا إلى أن تفجير السد سيتسب بكارثة بيئية وخطرا كبيرا وجسيما في حال انخفاض مستوى مياه التي تقوم بتبريد محطة زابوريجيا النووية.
كارثة نووية
من جهته قال سامر الياس الكاتب المتخصص في شؤون روسيا إنه على المدى البعيد ستتأثر محطة زابوريجيا النووية إذا لم تتعامل الفرق الهندسية بشكل صحيح مع المياه بعد انهيار السد.
وأشار إلى أن تراجع المياه سيكون خطرًا كبيرًا لأن تبريد محطة زابوريجيا تتم عبر آلية السقوط الحر للمياه.
والكارثة الآن تعتمد على كيفية عمل الفرق في احتواء الأزمة وإيصال المياه إلى القنوات الرئيسية المسؤولة عن تبريد المحطة.
إجلاء المدنيين
بعد تدمير السد على نهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، قالت وزارة الزراعة إنه من المتوقع أن تغمر المياه نحو 10 آلاف هيكتار من الأراضي الزراعية في منطقة خيرسون، وفقا للتقديرات الأولية.
وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني إنه كان من المتوقع أن يكون فيضان المياه أكثر سوءا على الضفة الجنوبية للنهر. ومن المقرر أن يتم إصدار معلومات مفصلة خلال الأيام المقبلة عندما يصبح لدى الوزارة صورة أكثر وضوحا للوضع.
يقع سد نوفا كاخوفكا على نهر دنيبرو على بعد 30 كم شرق مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، ويحتجز كمية هائلة من المياه، حيث يبلغ ارتفاعه 30 مترا وعرضه مئات الأمتار.
تم بناء السد في عام 1956 كجزء من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.
ويحتوي خزان السد على ما يقدر بنحو 18 كيلومتراً مكعباً من المياه، وقد يؤدي تفجيره إلى إغراق القرى والمناطق المحيطة، بما في ذلك خيرسون، التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في أواخر عام 2022.
وتزود مياه الخزان شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 بالإضافة إلى محطة زابوريجيا النووية.
كما أنه يساعد في تشغيل محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية. وسيضيف تدمير السد إلى مشاكل الطاقة المستمرة في أوكرانيا، بعد أن أمضت روسيا أسابيع في وقت سابق من هذا العام في استهداف البنية التحتية الحيوية.
ومنذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، كان سد كاخوفكا هدفا محتملا للضربات بسبب أهميته الاستراتيجية والضرر الكبير الذي سيحدثه تدميره.
واستولت روسيا على السد في بداية الحرب، في فبراير (شباط) 2022، وظلت تحتله منذ ذلك الحين.