خبراء: تفجير سد نوفا كاخوفكا “جريمة حرب” تُساوي الإبادة الشاملة
لم تُغرق مياه سد نوفا كاخوفكا، بيوت الأوكرانيين وقراهم فحسب، وإنما قد تقضي الكارثة، على قوتِ الملايين حول العالم، الذين يعتمدون على الحبوبِ القادمة من أوكرانيا بشكلٍ مُـطلق، في سدِ جوعهم.
وإلى ذلك، حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن الفيضاناتِ العارمة، ستؤثر على الأمنِ الغذائي لنحو 345 مليون شخص، في كلِ أنحاء العالم.
وفي ردِ فعلٍ سريع، ارتفعت الأسعار العالمية للقمح والذرة بعد ساعات من الإعلانِ عن انهيار السد، فما تداعيات انهيار سد كاخوفكا على أزمة الغذاء العالمي؟، وهل سنشهد موجة ارتفاعات جديدة في أسعارِ المواد الغذائية كالتي عانى منها العالم منذ اندلاع الحرب؟، ومن ناحية أخرى، ما تأثير استمرار أزمة السودان على الإمدادات الغذائية أيضًا؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة السبت من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
الإضرار بالأمن الغذائي
وحول هذا الموضوع، قال مُدير مركز فيجين للدراسات د. سعيد سلام، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “تفجير سد كاخوفكا يُعد جريمة حرب يُساوي عملية الإبادة الشاملة”، مشيرًا إلى أن تدمير السد أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية.
وأضاف: “هذه المنطقة تؤمن 40% من الحبوب إلى أوكرانيا، وهو ما يُعيق تصدير المُنتجات”، لافتًا: “تدمير سد كاخوفكا دمّر أنظمة الري، ما قد يُحول المنطقة إلى صحراء قاحلة العام المُقبل”.
وفي هذا الصدد، أشار د. سلام: “مستويات المياة مازالت ترتفع في الكثير من المناطق الأوكرانية جراء تدمير سد نوفا كاخوفكا، ومن بينها مدينة خيرسون”، لافتًا إلى أن الحادث يعيق توفير الكثير من المنتجات التي كان يستلزم حفاظها هذا العام.
ارتفاع أسعار السلع
ومن ناحيته، قال أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان، د. عامر فاخوري، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن” إن: “تفجير سد كاخوفكا سيؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية كما عانى منها العالم منذ اندلاع الحرب الأوكرانية”.
وأوضح فاخوري: “التاريخ يُعلمنا بأن أي كارثة بيئية يشهدها العالم، تُخلف ورائها ارتفاعات في أسعار السلع الغذائية”.
ونوه: “تقرير مؤشر الأسعار العالمية المُقرر أن إصداره في الـ 7 من يوليو المقبل، ربما يعكس ارتفاع أسعار السلع وهو ما بدأ من اليوم، حيث لوحظ في البورصات الأمريكية ارتفاع أسعار السماد عالميًا”.
تورط روسيا في تدمير كاخوفكا
وفي وقتٍ سابق من أمس الجمعة، نشرت أوكرانيا ما قالت إنه إثبات على تورط روسيا في تدمير سد كاخوفكا الذي انهار يوم الثلاثاء الماضي.
فقد أعلن جهاز الأمن الداخلي الأوكراني أنه رصد مكالمة هاتفية تثبت أن القوات الروسية فجرت محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية والسد في منطقة خيرسون بجنوب البلاد، ونشر الجهاز مقطعاً صوتياً مدته دقيقة ونصف الدقيقة للمحادثة المزعومة على قناته في تيليغرام، مشيرًا إلى أن الاتصال الهاتفي تم اعتراضه من قبل أمن الدولة.
فيما سمع شخصان، قيل إنهما روسيان، يتحدثان عن تدمير السد وتداعياته، وقال رجل منهما وصفه جهاز الأمن الداخلي الأوكراني بأنه جندي روسي “إن الأوكرانيين لم يضربوه.. كانت هذه مجموعتنا التخريبية… أرادت تخويف الناس بهذا السد”.
وأضاف: “لكن الأمر لم يمض وفق الخطة، وقاموا بأكثر مما خططوا له”، وفق رويترز.