حادث سمكة القرش في مصر يتطلب جهدًا أكبر حفاظًا على القطاع السياحي
مصر التي سجلت قبل أيام دخول أكبر عدد من السياح في تاريخها وتحاول الخروج من أزمتها المالية عن طريق بوابة السياحة، جاء حادثة سمكة القرش التي انقضت سائح روسي في الغردقة ليربك الوضع العام.
وفيما يخص هذه الواقع، نتسائل، هل سيتأثر هذا القطاع أم هو حادث عابر ويتكرر في بلدان كثيرة؟.
وفي المقابل، جاء تصوير الحادثة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم قساوتها، ليفتح الباب أمام قضية ركوب موجة الترند على حساب ضحايا الحوادث وخصوصياتهم، ودون مراعاة لمشاعر المشاهد، فهل هناك إمكانية لمحاسبتهم وردعهم أم هذا أصبح غير ممكن في عالمنا الافتراضي؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
حادث يستحق جهدًا أكبر
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب والباحث أبو بكر الديب، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “حادث القرش عابر ويستحق التركيز من قبل الحكومة، لكن مواقع التواصل ضخمته وأعطته بُعدًا أخرًا”.
وأضاف الديب في معرض حديثه: “الحادث يستحق البحث وإعادة ترتيب الأوراق من قبل الحكومة المصرية، خاصة وأن زيادة هجمات أسماك القرش تُعرض القطاع السياحي لمخاطر وأضرارٍ كبيرة”.
وأوضح: “مواقع التواصل الاجتماعي أثبتت أهميتها خلال السنوات الماضية، لكنْها للآسف تخضع أحيانًا لـ ‘الترند’ والمعلومات المغلوطة المكتوب عمدًا في بعضِ الأحيان للإضرار بدولة أو جهات بعينها”.
كما أشار الديب إلى أن: “التضييق على مواقع التواصل الاجتماعي أمر خاطئ لأنها وسائل عصرية مطلوبة بشدة في هذا التوقيت”.
وردًا على طريقة التعامل مع الأخبار المغلوطة التي تُنشر في الكثير من الأوقات، قال: “لابد من إصدار بيانات رسمية ترد على هذه الأخبار الخاطئة بالتزامن”.
التأثير النفسي
ومن ناحيتها، قالت الاختصاصية الاجتماعية والنفسية لانا قصقص، إن: “الدماغ يخزن في الذاكرة مشاهد العنف التي نشاهدها بشكلٍ متكرر، وربما تُسبب اضطرابات ما بعد الصدمة”.
ولفتت: “هناك من يتعاطى مع هذه المشاهد المروعة بشكلٍ جيدة حيث لن يتركوا لها فرصة للتأثير عليهم، لكن في المقابل، هناك من يتأثر بصورة سلبية، نظرًا للتفاعل العاطفي مع هذه المشاهد الصادمة والمرعبة”.
وأضافت قصقص: “التأثير السلبي لمثل هذه الحوادث يُصيب الأشخاص بالقلق والخوف والذعر، وكذلك إعاقة استمرار النشاطات اليومية للشخص”.
كما أشارت: “إذا كان هناك شخصًا ليس لديه مشكلة مع البحر، فربما نشر هذه المشاهد والمقاطع على نطاقٍ واسع، يُربي له نوع من أنواع الفوبيا، ويتحولون لأشخاص يخافون من البحر بصورة مرضية، نتيجة ما رأوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يصل الأمر لتعرضهم لكوابيس مخيفة خلال اليوم”.
أسماك قرش النمر
وبحسب موقع ناشيونال جيوغرافيك فإن لهذه القروش على عكس أقرانها سمعة سيئة باعتبارها آكلة للحوم البشر.
وسميت أسماك قرش النمر بهذا الاسم نسبة للخطوط العمودية المظلمة الموجودة بشكل رئيسي على المواليد، وعندما تنضج أسماك القرش هذه، تبدأ الخطوط في التلاشي وتختفي تقريبًا.
ومتوسط طول القرش حوالي 14 قدمًا، ولكن يمكن أن يكون أطول من 20 قدمًا أي ما يقارب من 7 أمتار.
وتواجه أسماك “النمر” شبه تهديد بالانقراض وتتمتع بمعدلات تكاثر بطيئة.
تتميز سمكة القرش “النمر” بأن فكها قوي وأسنانها حادة وتسمح لها باستهلاك مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك الراي اللساع والفقمات والسلاحف والمحار وأكثر من ذلك.