لبنان يعيش فراغًا سياسيًا يُزيد من تدهور اقتصاده
بعد شغور منصب رئيس الجمهورية في لبنان لـ 6 أشهر، ينتظر اللبنانيون يوم 14 يونيو الجاري، موعد انعقاد الجلسة البرلمانية الـ 12 لانتخاب رئيسًا لجمهوريتهم، بعد فشل كل الجلسات التي سبقتها.
ويُعد الاقتصادي جهاد أزعور، هو المرشح الأبرز والمتفق عليه أو على الأقل غير المختلف عليه.
وفي بلدٍ لا يعيش ظروفًا طبيعية وتختلط فيه لغة السياسة بالسلاح بالاقتصاد فمن الطبيعي أن حزب الله الذي يدعم سليمان فرنجية لتولي المنصب لن يترك الأمور تسير في نصابها، فهل يفرض حزب الله مرشحه؟ أم أن الظروف الجيوسياسية والمصالحات الإقليمية ستفرض على الجميع مرشحًا هادئًا ولا يحتمي بميليشياتٍ مُسلحة؟.. هذا هو موضوع حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
انتفاع حزب الله من الشغور الرئاسي
وحول هذا الموضوع، قال المحلل السياسي والمُحامي أمين بشير، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “مسار الأمور تُعبر عن نفسها، فحزب الله لا يُريد رئيس جمهورية في البلاد، والحزب يعلم جيدًا أن فرنجية لا يستطيع أن يصل أو يفوز بتعدادِ الأصوات، أو حتى بالجوِ العام في البلاد”.
وأضاف بشير: “لا نرى بأن حزب الله متضرر من عدم وجود رئيس بل هو مستفيد، لأنه سوف يبقى صامدًا في موقعه حتى تأتي دول خارجية ضامنة تقود إلى طاولة حوار”، مشيرًا إلى أن: “طاولة الحوار تضعنا أمام فريق مُسلح يستعرض ما قدمه إلى لبنان، ويطالب بالمقابل”.
صعوبة فوز المرشحين
ومن ناحيته، قال الخبير الاقتصادي، البروفيسور جاسم عجاقة، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”: “أعتقد أن أزعور هو شخص جيد، ولكن عمله لدى صندوق النقد الدولي، قد يجعل الفريق الأخر يرفضه بشدة، خوفًا من أن يكون هُناك ارتباطات، أو كما ذكرت بعض الصحف أن يكون وجوده تنفيذًا لأجنداتٍ خارجية”.
وأضاف: “أرى أن المرشحين من الصعب جدًا وصولهما إلى المنصب، ولذلك من الممكن أن يكون هُناك شخص آخر هو من يفوز بالمنصب الرئاسي”.
ولفت عجافة في معرض حديثه، إلى الوزير السابق زياد بارود، الذي “طُرح اسمه بقوة”.
من هو جهاد أزعور؟
وتقلد أزعور منصب وزير المالية من قبل، لكنه يشغل منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي منذ 2017.
وحظي أزعور بترشيح عدد من الأحزاب، أبرزها أكبر حزبين مسيحيين في لبنان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اللذان على خلاف بشأن عدد من القضايا الأخرى. كما يحظى أزعور بدعم الحزب التقدمي الاشتراكي، وهو أكبر حزب درزي بقيادة وليد جنبلاط.
وفي أول تعليق له على ترشيحه يوم الاثنين، قال أزعور إن ترشيحه هو “دعوة إلى الوحدة”.
وشغل أزعور (57 عاما) منصب وزير المالية في الفترة من 2005 إلى 2008 وهي الفترة التي شهدت صراعا سياسيا بين حكومة مدعومة من الغرب والسعودية ضد خصوم متحالفين مع دمشق بقيادة جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران.
وفي الوقت ذاته، وصفت جماعة حزب الله أزعور بأنه “مرشح مواجهة وتحد”، في إشارة إلى دوره الوزاري خلال الأزمة السياسية التي بلغت ذروتها بنزاع مسلح في 2008 وسيطرة حزب الله المسلح تسليحا قويا على جزء كبير من بيروت.