انخفاض قيمة العملة في بعض الدول يرفع كلفة الحج بشكل كبير
يُمني الملايين من المسلمين أنفسهم كل عام بأداءِ فريضة الحج لكن تحدياتٍ عدة يواجهها أبناء المنطقة العربية تفرضُ على الراغبين في الحج خياراتٍ صعبة لتحقيقِ هذا الحلم أو تُحبطَ خططهم من الأساس.
ولعل أبرزُ تلك التحديات بالطبع المصاعب الاقتصادية والتضخم وأزماتِ تكلفة المعيشة وانخفاضِ قيمة العملة في بعضِ الدول لترتفع معها تكاليف الحج لمستوياتٍ يصعبُ على كثيرين تحملها أو تجبرهم على خياراتٍ ربما لم يكونوا ليطرقوا بابها إذا كانت الظروف أفضلَ حالًا.
ففي مصر مثلاً – أكبرُ بلدٍ عربي من حيث عدد السكان- انعكس تعويم الجنيه وانخفض قيمتِه أكثر من مرةٍ أمام الدولار على تكاليفِ الحج هذا العام، مما جعله الأغلى في تاريخ البلاد.
أما في العراق اشتكى العديدُ من العراقيين من صعوبةِ أداء فريضة الحج، بسبب الإجراءات الروتينية الصعبة التي تفرضها هيئة الحج بالإضافة للفساد، إذ يقول الكثير من العراقيين أن الأغنياءَ والسياسيين وأعضاء البرلمان يستطيعون الذهاب إلى الحج دون الحاجة إلى انتظارِ القرعة.
ارتفاع كُلفة الحج
وحول هذا الموضوع، قال أستاذ الاقتصاد الدولي، د. كريم العمدة، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “عدد محدود جداً من يملك ثمن الحج هذا العام في مصر بسبب ارتفاع تكلفة الحج الذي هو مرتفع من قبل تعويم الجنيه، بالإضافة إلى عدم وجود الريال السعودي في محلات الصرافة في مصر”.
وأضاف د. العمدة في معرض حديثه: “هُناك حصة وعدد مُعين في كل دولة يُسمح له بأداء فريضة الحج، وفقًا لعددِ سكانها”.
كما أشار: “مصاريف المعيشة داخل المملكة العربية السعودية بالمقارنة مع شح العملات الأجنبية في مصر والريال السعودي بمراكز الصرافة ربما زاد بشكل كبير من الأزمة”.
تغليب المصلحة العامة في العراق
ومن ناحيته، قال أستاذ الإدارة العامة بجامعة بغداد، د. محمد معتوق: “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دعا إلى منع المسؤولين من الحج هذا العام لكي يعطي فرصة للشعب العراقي ولتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة”.
وأضاف ةد. معتوق خلال حديثه أن: “هذه نصيحة للسياسيين في العراق بأن يضعوا الناخبين في الصدارة وضمن أولوياتهم”.
كما أشار: “ليس من السلوك الجيد وليس من الصواب أن يذهب شخص لزيارة بيت الله الحرام مستغلًا مركزه على حساب الشعب والمواطنين، حيث أن هناك الكثير ممن يحتاجون هذه الفرصة”.
هل يعد قرار تقسيط الحج عاملاً مخففاً للأعباء المادية؟
وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية كشفت أنه بات بإمكان القادمين لأداء مناسك الحج “تقسيط” الكلفة، إضافة إلى توفير باقة اقتصادية بقيمة 3 آلاف ريال (799 دولاراً أمريكياً)، وقالت إن هناك انخفاضاً في كلفة الحج للقادمين من خارج البلاد بنسبة بلغت 39 في المئة.
وبعد حالة من استصعاب كلفة الحج الباهظة التي كانت تصل لـ 6 آلاف ريال (1500 دولار أمريكي) للشخص الواحد والتي كانت تفرضها الشركات المشغلة في وقت سابق، أكد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة أنه تم إتاحة الفرصة لعدد كبير من الشركات من أجل المنافسة وتيسير خدمات الحج لضيوف الرحمن.
هذا الإعلان أثار نقاشاً مفتوحاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن هذا القرار سيحل لهم مشكلة توفير نفقات الحج، مؤكدين أنهم سيقبلون على فرصة الحج بالتقسيط خاصة وأنهم ليس لديهم الإمكانية في الوقت الحالي لتحمل التكلفة دفعة واحدة.
بالمقابل رأى آخرون أنهم لن يجربوا الأمر، وأن الأفضل بالنسبة لهم الانتظار حتى تتوافر لديهم القدرة المالية اللازمة لدفع مصاريف الحج مرة واحدة.