الميليشيات وسيادة الدول.. هل يجتمع نقيضان في قرار سياسي؟
تمرد فاغنر على الجيش الروسي يثبت من جديد مدى خطورة الميليشيات المسلحة الموازية للجيوش الرسمية.
فمهما حاولت إظهار نفسها كحامي للدولة والنظام الحاكم لا بد أن يأتي يوم ويظهر وجهها الحقيقي وتكشر عن أنيابها ومهما قدمت لها الحكومات الدعم والتمويل ستتمرد عليها بحجة عدم أخذها استحقاقها.
ومن علامات التمرد رفضها الاندماج في القوات المسلحة الرسمية أو الالتزام بقرارات الدولة والشواهد العربية كثيرة.
حلقة الأربعاء من برنامج ستديو “أخبار الآن” ناقشت هذه التفاصيل، كما استعرضت حادثة تمرد فاغنر مؤخراً.
في هذا السياق قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس دكتور خطار أبو دياب: “عندما تأتي الميليشيا وتكون هيكلاً موازياً للدولة، يصبح عندها أطروحات”.
وتابع: “بريغوجين يطمح بيوم من الأيام بلعب دور سياسي في روسيا”.
وأضاف: “الدولة التي لا تملك قراراً بالحرب والسلم ولا تملك قراراها بنفسها فهي ناقصة السيادة”.
وأردف: “يمكن إيجاد مؤسسات رديفة داخل الدولة كالحرس الوطني، ولكن الميليشيات جلبت مصائب للعديد من الدول في العالم”.
بدورها أوضحت الكاتبة والصحفية سميرة السعيدي: “ربما هناك نوع من التراخي من المجتمع الدولي”.
ورأت أن “الفاغنر في الساحة منذ فترة زمنية ولكن نشهد منذ فترة إجراء عقوبات ضدها”.
وأكدت أنه “قد يكون هناك تداخل مصالح بين الدول التي تدعم الميليشيات”.
وأشارت إلى أنه “قد يكون سبب التراخي هو مصالح الدول المشتركة في تغذيتها للصراعات الموجودة في جميع أنحاء العالم”.
هذا وسمحت العديد من دول المنطقة بدمج مقاتلي الميليشيات داخل مؤسساتها المدنية والعسكرية وأصبحت تلك الميليشيات تتمتع بعلاقات وروابط قوية مع بعض عناصر قوات الأمن الرسمية.
كما أصبح لهذه الميليشيات نفوذاً واسعاً داخل الأجهزة الأمنية والمدنية لتحقيق مكاسب سياسية والتوغل إلى داخل الدوائر والوكالات الحكومية، وغالباً ما تتورط الميليشيات في عمليات قتالية وتهريب للبشر ما يفسد سمعة المؤسسات الرسمية ويضعف من عملها.