حادثة نائل فجّرت تظاهرات في مختلف المدن الفرنسية
أخرجت الاحتجاجات على مقتل الشاب نائل إلى العلن قضية العنصرية في فرنسا، ما فتح الباب للسؤال مجدداً حول نجاح المجتمع الفرنسي وسياسات الحكومات المتعاقبة من فشلهما، في استيعاب المواطنين من أصول غير فرنسية.
ولم تخف الأمم المتحدة قلقها إزاء مقتل الشاب نائل (17 عامًا) على يد الشرطة الفرنسية، فيما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية صباح الاثنين توقيف 157 شخصًا ليل الأحد الاثنين خلال أعمال الشغب المتواصلة لليلة السادسة على التوالي بعد مقتل الشاب نائل برصاص شرطي الثلاثاء.
في هذا السياق قال المستشار السابق بالبرلمان الأوروبي عبدالغني العيادي: “أؤكد أن فرنسا بلد ديمقراطي”.
وتابع: “فرنسا عاشت ثلاثة عقود ذهبية، وكان من مصلحتها أن تأتي السواعد من جنوب المتوسط وشمال إفريقيا لتقوية الاقتصاد الفرنسي وقد فعلت ذلك”.
وواصل الحديث: “بعد تلك الفترة تدحرجت القوة الاقتصادية الفرنسية وبدأت المشاكل، فيما لم تحسب فرنسا حساب هذا التغير الديموغرافي”.
وأردف: “الشعب الفرنسي لم يتقبل هذا التغير بل أن هناك تيار سياسي يقول بما معناه بأن هناك أشخاص خارج الهوية الأوروبية”.
بدوره أوضح منسق العلاقات الألمانية العربية عبد المسيح الشامي أن “هناك محاولات لتفسير ما يحصل من المظاهر التي نراها في أوروبا، هل هي سبب المواقف التي تأتي من المسلمين أم الجاليات العربية أم أنها نتيجة للمواقف التي بدأت من الجاليات الأجنبية، أنا أرى أنها نتيجة”.
وأردف: “هناك طابور خامس يلعب في هذه القضية وهناك من له مصلحة بإشعال هذا الصراع”.
وواصل القول: “عندما فتحت أوروبا أبوابها للاجئين في الموجات الأخيرة، فهذا لم ينبع من أن الأوروبيين يكرهون العرب والمسلمين وكل من يختلف عنهم”.
وأكد أن “أوروبا فتحت أبوابها للاجئين وقدمت لهم السكن والأكل والرواتب وفرص العمل والتعليم وهذه حقيقة الإنسان الأوروبي”.
إلى ذلك سمحت السلطات الفرنسية لجهاز الشرطة باستخدام طائرات مسيرة في باريس ومحيطها اعتباراً من مساء الأحد في ظل الاحتجاجات المتواصلة.
وقالت مديرية أمن باريس في بيان، إنه سُمح للشرطة باستخدام طائرات “الدرون” في باريس وكافة مدن محافظة “سين سان دوني” وبعض مدن محافظة “أو دو سين” لمراقبة المخربين.
وفي تغريدة له على تويتر أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درمانان عن وفاة رجل إطفاء عمره 24 عاما أثناء إخماده حرائق السيارات في ضاحية باريس الشمالية سان دوني.