هل سيتمكن الفرقاء في السودان من إرساء حل سياسي شامل؟
اشتباكاتُ ومعاركُ بين الجيش السوداني وقواتِ الدعم السريع وسط َغيابٍ شبه تام للحديث عن أي حل سياسي.
إضافة لتبادل القصف المدفعي الثقيل في الخرطوم، في أحياء أم درمان سقط عددُ من القتلى بالإضافةِ لعشراتِ الإصابات، ما شكل ضغطاً على المستشفياتِ في ظلِ إغلاق معظمها.
في حين دق كبارُ مسؤولي الأمم المتحدة ناقوس الخطر من تصاعدِ العنفِ ضد النساء والفتيات السودانيات، ودعوا إلى ضرورةِ معالجة هذا الأمر بسرعة.
الملف السوداني وتفاصيله كان على طاولة النقاش في السبت من برنامج ستديو أخبار الآن.
في هذا الصدد قال المسؤول بالمركز الأوروبي السوداني الصادق يوسف حسن إن “القوى السياسية ظلت صامدة منذ اندلاع هذه الأزمة”.
وتابع: “القوى السياسية في السودان مستهدفة من المؤسسة العسكرية”.
وأردف: “كان هناك اتفاق إطاري قد ينهي المشكلة ولكن التوافق بين الطرفين غاب لاحقاً”.
ولفت إلى أنه “يجب أن يتزامن الحل السياسي مع الحل العسكري في السودان”.
وأكد أنه “يجب أن تكون هناك جهود لحل الأزمة وأنا متفائل بأن يكون هناك بعض القبول من الأطراف للجلوس على طاولة التفاوض”.
بدوره قال المحلل الأمني والسياسي إبراهيم مطر: “تواصلت مع أطباء في السودان وذكروا لي أكثر من 25 حالة من الفتيات اللواتي تعرضن للعنف الجنسي والانتهاكات في السودان”.
وتابع: “هناك بعض حالات الاعتداء الجنسي في بعض المخيمات”.
وأضاف: “تم اختطاف فتاتين الأسبوع الماضي في منطقة حلفايا ولم يتعرضن للأذى بعد وقوف أهالي المنطقة ضد المعتدين”.
ولفت إلى أن “الحالات التي تعرضت للعنف الجنسي تم تقديم بعض الأدوية لها للحماية من بعض الأمراض التي قد تنتج لها من جرّاء هذه الاعتداءات ولكنها تحتاج أيضاً إلى علاج نفسي”.
ويبدو أن الأوضاع في السودان آخذة في التردي، فلا تقف الأمور فقط عند الاشتباكات المسلحة والأزمات الإنسانية الكبيرة التي خلفتها، بل من الواضح أن الوضع يتجه إلى مزيد التعقيد.
الموقف في السودان يتجه نحو الحرب الأهلية، خاصة بعد انتشار مقطع الفيديو الذي يظهر فيه زعماء قبائل عربية في ولاية دارفور (غرب السودان) وهم يدعون أتباعهم إلى الانضمام لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو وترك الجيش بزعامة الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
هذا الأمر الذي قد يغير من موازين القوى في الحرب الدائرة في البلاد لأشهر عدة، لكن الفرضيات متنوعة والسيناريوهات متناقضة، إلى حد الآن.