نجوم هوليوود يتخوفون من أن تحل روبوتات الذكاء الاصطناعي محلهم
شهدت هوليوود مؤخرًا إضرابًا تاريخيًا بعدما ضاق كتّاب السيناريو في الولاياتِ المتحدة ذرعاً بالمخاطر التي تُهددُ قطاعهم، وتتسبب لهم في أزمةٍ كبرى، فخلف مظاهر هوليوود الاحتفالية البرّاقة، يعاني مؤلفو الأعمال السينمائية والتلفزيونية مشاكل كبيرة دفعتهم إلى رفع الصوتِ والتحركِ احتجاجاً، والدخولِ في إضرابٍ عام قد يهدد هذه الصناعة، وذلك بسبب الذكاء الاصطناعي.
وتريدُ نقابة ممثلين هوليوود أن يوافقَ عمالقة خدماتِ المشاهدة المباشرة على تقسيمٍ أكثر إنصافًا للأرباح وظروفِ عملٍ أفضل، كما تطالبُ أيضًا بضمانِ عدمِ استخدام الذكاء الاصطناعي والوجوه والأصوات التي يتم إنشاؤها بواسطةِ الكمبيوتر لتحُلَ محلَ الممثلين.
ولطالما اعتبر الكتاب أنفسهم مظلومين لكن الظالم اليوم هو التكنولوجيا ولو توقفَ الإضراب في أي لحظةٍ يبقى السؤال الكبير كيف سيقاومُ الإبداع البشري القدراتِ الرهيبة للذكاء الاصطناعي؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
التخوف من الذكاء الاصطناعي
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب والسيناريست العراقي، حامد المالكي، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “السيناريو المكتوب من خلال الذكاء الاصطناعي سيكون بلا حياة لكن من الممكن أن يضيف له الكاتب الإبداع البشري”.
وتعليقًا على إضراب كتّاب السيناريو في الولايات المتحدة، أشار المالكي إلى أن: “ممثلو هوليود يتخوفون من أن يحل الذكاء الاصطناعي محلهم وهذا من الأسباب الذي دفعهم للإضراب”، لافتًا إلى أن: “ميريل ستريب الحائزة على 3 جوائز أوسكار من بين المضربين”.
وأضاف منتقدًا توغل الذكاء الاصطناعي: “هناك شباب ممتازين في كتابة السيناريو وغيرها من الفنون الأخرى كرسم اللوحات، جاء الذكاء الاصطناعي ليحل محل إبداعهم، فبات بإمكانهم إعطاء فكرة نص سيناريو أو لوحة فنية للذكاء الاصطناعي، حتى يقوم بصناعتها عبر برامجه الذكية”.
كما لفت المالكي في معرض حديثه إلى أن الكثيرون يتخوفون من الذكاء الاصطناعي، قائلًا: “إذا استبدل سائقي سيارات الأجرة بالروبوتات فبالتالي سيتم الاستغناء عن العنصر البشري، وكذلك الحال في القطاع الطبي، والهندسة أيضًا”.
مميزات الذكاء الاصطناعي
ومن ناحيتها، توقعت الصحفية المتخصصة في شؤون الفن والسينما، إسراء الردايدة، خلال استضافتها من عمّان في “ستديو أخبار الآن“، أن إدراج الذكاء الاصطناعي كأداة في قطاع السينما سوف يوفر للكتاب حلول وأفكار جديدة.
وأكدت الردايدة أن: “تأثير الذكاء الاصطناعي سوف يصل بالتأكيد إلى المناطق والدول العربية، فهو ليس محدودًا في أوروبا أو هوليوود، وعلينا كعرب أن نواكب التطور التكنولوجي ولكن بالطريقة التي تناسبنا حيث يمكننا الاعتماد على برامج الذكاء الاصطناعي في مساعدتنا بأمور عدة”.
وعن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع المحافظة على قيمة الأداء البشري والإبداع، قالت الصحفية المتخصصة في شؤون الفن والسينما، إنه: “سيتم التأقلم بشكل أو بأخر بين العنصر البشري وبرامج الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن تلك البرامج لن تحل محل كتّاب السيناريو”.
وأضافت: “الذكاء الاصطناعي بالفعل لديه القدرة على توفير أفكار ومقترحات، ولكنْها مهما بلغت قوته سيصل لمرحلة يصعب عليه التعبير عن المشاعر أو الأفكار التي ينتجها العنصر البشر، ولذلك، يبقى الإنسان هو المحرك الرئيسي لتلك البرامج وتوجيهها”.
الإضراب هو الملاذ الأخير
ويوم الأربعاء، أعلنت النقابة، المعروفة رسميًا باسم نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية لفناني التلفزيون والراديو، أنها غير قادرة على التوصل إلى اتفاق مع الاستوديوهات الكبرى.
وصوتت لجنتها التفاوضية بالإجماع على التوصية بإضراب. وهذا يعني أن الغالبية العظمى من الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الولايات المتحدة ستتوقف.
وقال المدير التنفيذي الوطني للنقابة وكبير المفاوضين، دنكان كرابتري أيرلاند، إن أعضاء النقابة سيكونون على خط الاعتصام صباح الجمعة.
وأضاف أن الإضراب “هو الملاذ الأخير”.
وقالت المجموعة التي تمثل الاستوديوهات، وهي تحالف منتجي الأفلام والتلفزيون، إن “الإضراب بالتأكيد ليس النتيجة التي كنا نأملها لأن الاستوديوهات لا يمكن أن تعمل بدون الفنانين الذين يبثون الحياة في برامجنا التلفزيونية وأفلامنا”.
وأضافت في بيانها “لقد اختار الاتحاد للأسف طريقا يؤدي إلى مصاعب مالية لآلاف لا تحصى من الأشخاص الذين يعتمدون على الصناعة”.
وقالت فران دريشر، رئيسة نقابة الممثلين، إن الإضراب يأتي في “لحظة حاسمة للغاية” بالنسبة للممثلين العاملين في الصناعة.