موجة حر عنيفة تجعل شهر يوليو الجاري الأكثر سخونة في العالم
- النينو ظاهرة مناخية جغرافية محدودة ولكنْها توسعت لحدة التغيرات المناخية
- تشهد البلدان العربية موجة حر نادراً ما تضرب مختلف البلدان فيه الوقت ذاته
في وقتٍ تشهدُ الأرضُ موجة حر غيرَ مسبوقة، تأثرت بها العديدُ من الدولِ من الشرقِ إلى الغرب، رجح كبير علماء المناخ في وكالةِ ناسا أن يكون شهر يوليو الجاري على الأرجح الأكثر سخونةً في العالم منذ مئات السنين، إن لم يكن الآلاف.
وهذا الترجيح عززته تقاريرُ أوروبية أفادت بأن هذا الشهر شهد تحطيم أرقام قياسية يومية لارتفاع درجات الحرارة، استنادا إلى نماذج تجمع بين بيانات أرضية وأخرى عبر الأقمار الاصطناعية، وسط توقعات بأن تستمرَ موجاتُ الحر الشديد خلال شهر أغسطس المقبل بسبب مواصلةِ ضخ انبعاثاتِ الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ووسط هذا القيظ، تدعو الأممُ المتحدة للاستعدادِ لموجاتِ حرّ أكثر شدّة.
فما السبيلُ لمواجهة تداعيات ظاهرة أزمة المناخ؟ وكيف يمكن للأشخاص أن يحموا أنفسهم في ظلِ ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق؟، وكيف يمكن للدول والأفراد التعاطي مع هذه الدعوة التحذيرية؟، وكيف يمكن للدول الفقيرة التعامل مع هذه الظاهرة المناخية؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
علاقة موجة الحر بظاهرة النينو
وحول هذا الموضوع، قال الباحث في مركز دراسات البيئة بجامعة لندن، د. أغلب العتيلي، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، – مستعرضًا علاقة درجات الحرارة المرتفعة بأزمة المناخ وظاهرة النينو -، قال إن: “ظاهرة النينو هي ظاهرة مناخية تنشأ في المُحيط الهادئ وتؤثر على الأجواء بمنطقة أمريكا الشمالية والوسطى، وعند نشوئها يعقبها ظواهر مناخية في أمريكا والمكسيك وقد تمتد إلى كندا”.
وأوضح العتيلي في معرض حديثه أن: “النينو هي ظاهرة مناخية جغرافية محدودة ولكن نتيجة لحدة التغيرات المناخية أصبحت أكبر وتأثيرها الجغرافي يمتد على نطاقٍ أوسع، وبالتالي يؤدي إلى نشوء أنظمة موازية في الأطلسي وتؤثر على الأجواء أيضًا في المنطقة الأوروبية والأفريقية”.
كيف نتجنب الحرارة؟
وردًا على الممارسات والسلوكيات التي يجب أن نتبعها بغرض تجنب تأثيرات درجات الحرارة السلبية، قال رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية – نقيب الأطباء الأجانب في إيطاليا، البروفيسور فؤاد عودة، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إنه: “يجب على الأشخاص شُرب كميات من الماء تتراوح بين لترٍ ونصف إلى 2 لتر”.
وبالنسبة للغذاء، أكد عودة على ضرورة: “أن يكون الغذاء خفيفًا وليس به دهون، والتركيز على الفواكه والخضروات والسمك وتناول السلطة”.
كما أشار إلى أن: “الملابس لابد أن تكون خفيفة وذات ألوان فاتحة، إذ أن اللون الأسود يمتص الحرارة بنسبة كبيرة ما يزيد سخونة الجسم”.
وفي إطار النصائح أيضًا، أوصى نقيب الأطباء الأجانب في إيطاليا، إلى الخروج من المنازل في أوقات تكون درجات الحرارة بها منخفضة فقط، كالابتعاد عن أوقات الظهيرة والعصر.
وأضاف: “يُمكن ممارسة الرياضة في أوقات تكون درجات الحرارة بها منخفضة كالصباح الباكر أو في فترة المساء”.
درجات حرارة قياسية
وتشهد مختلف البلدان العربية موجة حر نادراً ما تضرب مختلف البلدان العربية فيه الوقت ذاته.
كما يشهد جزء كبير من جنوب أوروبا موجة حر شديدة مع توقعات بارتفاع قياسي في درجات الحرارة في العديد من المناطق.
وأُغلق الأكروبوليس في العاصمة اليونانية أثينا خلال الساعات الأكثر سخونة لحماية الزوار من موجة حر شديدة تجتاح البلاد.
ومُنع السياح من دخول أكثر المعالم السياحية شعبية في البلاد من الساعة 12:00 إلى الساعة 17:00 (9:00-14:00 بتوقيت غرينتش).
واشتدت الحرارة في أثينا حتى وصلت إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.