مخاوف غربية من تحركات فاغنر خارج حدود روسيا
بعدما قامت بولندا بنشر قواتها على الحدود مع بيلاروسيا، في أعقاب نقل عناصر من فاغنر، رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذا الإجراء، متوعدًا: “شن عدوان على بيلاروسيا سيكون بمثابة عدوان على الاتحاد الروسي، وسنرد عليه بكل الوسائل التي في متناولنا”.
وكانت بولندا قد أرجعت قرارها نقل قوات من مجموعة فاغنر الروسية على حدودها، وما تبعه من تهديدات بيلاروسية متواصلة.
فهل هناك نوايا حقيقية لبوتين لتوسيع نطاق الحرب؟، أم أن عضوية بولندا في الناتو تحميها من العنتريات الروسية التي أثبتت فشلها في أوكرانيا بحسب مراقبين؟، وهل بولندا التي دعمت أوكرانيا منذ انطلاق الحرب أخذت الضوء الأخضر للتصادم مع بيلاروسيا؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
رغبة في الاستمرار بالحرب
وحول هذا الموضوع، قال الأستاذ الزائر بالناتو، د. سيد غنيم، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، – تعليقًا على ما إذا كانت أوروبا أو الولايات المتحدة يعتزمان الدخول في صدام مع روسيا أو بيلاروسيا – قال: “لا نية للدخول صدام، ولكن بوتين أو لوكاشينكو يُصدران هذه الأحاديث من أجلِ إشعار الشعب الأوروبي بعدم الأمان وهو هدف روسي مُهم جدًا، منذ بداية الحرب في فبراير من العام 2022”.
وأضاف: “الدافع وراء ذلك، هو أن يخلق بوتين مبررًا ليس للاحتكاك مع الناتو، ولكن لخلق مبرر للبقاء في الاستمرار بالحرب، كي يُشعر من أمامه بأنه ليس الغازي وبأنه تحت تهديد دائم، على الأقل أمام شعبه والمجتمع الدولي”.
وأكد د. غنيم في معرض حديثه: “روسيا وبيلاروسيا ليسوا مُستعدين للدخول في حربٍ مع أي دولة في العالم”.
تحركات خطيرة لفاغنر
وردًا على تحركات مجموعة فاغنر إلى بولندا، قال الأستاذ في القانون الدولي، د. سعيد طانيوس، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “وجود قوات فاغنر على الحدود البلاروسية مع بولندا يُمثل تهديد للناتو، كما أن فاغنر لديها قيادات توجهها وهم من الضباط الروس أو الجنرالات المتقاعدين أو من تم إحالتهم من الخدمة”.
وأضاف د. طانيوس: “القائد العسكري لدى فاغنر في بيلاروسيا وهو ديمتري أوتكين، أكد في وقتٍ سابق أن هذه مُجرد بداية لأكبر عملٍ قد يشهده العالم قريبًا”.
ولفت: “فاغنر تستعد لحرب فعلية مع الناتو في حال تم الاعتداء على بيلاروسيا”.
تدريب القوات البيلاروسية
وبدأ مقاتلو مجموعة فاغنر العسكرية العمل “كمدربين” لقوات الدفاع الإقليمية في بيلاروسيا، حسبما أعلنت مينسك الجمعة، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من تمرد فاغنر في روسيا.
وأفادت وزارة الدفاع البيلاروسية بأن “دورات تدريبية مع وحدات من القوات الإقليمية تجري بالقرب من أسيبوفيتشي” شرق البلاد مضيفة أن هؤلاء المجندين يتعلمون من بين أمور أخرى، “تقنيات التنقل في ساحة المعركة وإطلاق النار التكتيكي”.
وأدى مقاتلو فاغنر دورًا رئيسيا في الهجوم الروسي على أوكرانيا وخصوصًا عندما كانوا في الخطوط الأمامية في معركة باخموت الدامية.
وفي 24 حزيران/يونيو احتلوا لساعات مقرًا عامًا للجيش في روستوف أون دون جنوبي روسيا، وعبروا مئات الكيلومترات باتجاه موسكو.
وانتهى التمرد مساء اليوم التالي باتفاق ينص على مغادرة قائد فاغنر يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا. وعُرض على مقاتليه الانضمام إلى القوات النظامية أو العودة إلى الحياة المدنية أو المغادرة إلى بيلاروسيا بعد أن توسط رئيسها ألكسندر لوكاشينكو.
ولا يزال مصير بريغوجين غير مؤكد، فقد اعترف الكرملين فقط بلقائه في نهاية حزيران/يونيو بعد أيام من تمرده برفقة قادة فاغنر الرئيسيين، والجمعة نشرت عدة قنوات على تليغرام صورة لرجل يشبهه جالسا على سرير في خيمة أمام شعار فاغنر.