استمرار اشتباكات السودان وسط عدم تمكن جهود الوساطة من إيجاد حل
أكثر من مائة يومٍ مرت على اشتباكات السودان، التي شهدت تحول الحليفين إلى عدوين، ليبدأ الصراع السوداني – السوداني، فيما يُوهم كل طرف نفسه بالحسم القريب وتحقيق النصر، وسط مفاوضات لم تُثمر عن أي حلٍ في المستقبل القريب.
وعلى أرضِ الواقع، لم ينجح قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، في عزل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وتحييده، والعكس صحيح، كما لم بلتزم أي طرفٍ بالهدن التي وُقع عليها، فما الذي يُريده البرهان وحميدتي الآن؟، وما أقصى طموحاتهم؟، وهل ما زال للصلح مطرح بينهما؟.
وهل يعيش المجتمع الدولي مع الفوضى، وترك الأمور على ما هي عليه رغم تسببها بتشريد الملايين وقتل الآلاف وتدمير البنية التحتية؟، هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
الحل سوداني – سوداني
وحول هذا الموضوع، قالت الناشطة السياسية والحقوقية السودانية، رشيدة شمس الدين، خلال استضافتها في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إنه: “إذا تعايش المجتمع الدولي مع الوضع في السودان، فلن يتعايش السودانيين مع هذه الأزمة الكارثية، ولن يتركوا أوضاعهم ومنازلهم وممتلكاتهم هكذا”.
وأضافت شمس الدين في معرض حديثها: “ميليشيا الدعم السريع استباحت البيوت وعاثت فيها فسادًا وفي كل مدن السودان”، مشيرة: “المواطن السوداني قادر على إيجاد حلٍ”.
كما لفتت الناشطة السياسية والحقوقية: “اختلف مع من يُطالبون بضرورة تدخل دولي من أجل حل الأزمة السودانية، فحرب الجنوب التي استمرت لـ 50 عامًا لم تنتهي إلا مع الحركة الشعبية”.
وأوضحت: “التدخل الدولي لن يفلح والكثير من الدول التي تم التدخل بها فشلت في إيجادِ حلولٍ واستمرت بها الحرب ولن نريد التدخل الأجنبي، ونرغب في أن يكون الحل سوداني – سوداني”.
الدعم السريع في نظر المواطنين
ومن ناحيته، وردًا على ماهية قوات الدعم السريع، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، مصعب يوسف عبد الرحمن، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، إن: “البرهان أراد أن تكون لهم قوات نظامية وأراد أن يجعل لقوات الدعم السريع تقنينًا دوليًا كي يتم استخدامهم متى شاء، وعند انتهاء مهمتهم أراد الاستغناء عنهم تمامًا”.
ولفت عبد الرحمن: “المواطن السوداني يعرف جيدًا وينظر إلى الدعم السريع باعتبارها ميليشيات منذ تأسيسها في العام 2005”.
وأضاف: “قوات الدعم السريع لم يتم اعتبارها كقوات نظامية إلا من قبل العسكريين ممن كانوا يستخدمونها لقمع المواطنين”.
استمرار الصراع في السودان
وتستمر الاشتباكات في أجزاء من السودان، في ظل عدم تمكن جهود الوساطة التي تقوم بها قوى إقليمية ودولية من إيجاد سبيل للخروج من صراع بات مستعصيًا على الحل، وفقًا لوكالة “رويترز”.
واندلع القتال في السودان، في 15 أبريل، بسبب الصراع على السلطة، ما أشاع الدمار في العاصمة الخرطوم وتسبب في زيادة حادة في العنف العرقي في دارفور وشرد ما يزيد على ثلاثة ملايين منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى دول مجاورة.
من ناحيتها تقول وزارة الصحة إن القتال أودى بحياة 1136 شخصًا، لكن المسؤولين يعتقدون أن العدد أكبر من ذلك.
ولم يتمكن الجيش ولا قوات الدعم السريع من تحقيق انتصار، إذ تصطدم هيمنة قوات الدعم السريع على الأرض في العاصمة الخرطوم بنيران سلاح الجو والمدفعية بالجيش.
وانهارت البنية التحتية والحكومة في العاصمة بينما امتد القتال غربا، لا سيما إلى منطقة دارفور الهشة، وكذلك إلى الجنوب حيث تحاول الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال السيطرة على أراض.