بعد الهزائم التي يتعرض لها.. هل ما زال هناك مركزية لتنظيم داعش؟
قادةُ داعش يتساقطون تباعاً، اَعتراف مُـتأخرً لكنه أكد ضربةً جديدة للتنظيم الإرهابي ففي أقلِ من سنةٍ ونصف فقد التنظيم ثلاثة من قياداتِـه.
وفي انتكاسةٍ جديدة أعلن داعش تعيين زعيمٍ خامس له يدعى أبو حفص الهاشمي القرشي بعد تأكيدِ مقتل زعيمه السابق أبو الحسين الحسيني القرشي والمتواري عن الأنظار منذ الإعلان التركي عن تحييِـده في عمليةٍ استخباراتية في سوريا في الربيع الماضي.
ومنذ مقتل زعيمه الأول أبو بكر البغدادي، الذي كان ملفه الشخصي متاحاً للجمهور عبر الرسائل المرئية والصوتية، اكتفى داعش بالكشفِ عن أسماءِ قادتِـه فقط.
حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن، ناقشت هذه التفاصيل، وأوضحتها، وأفردت مساحة للبحث والنقاش في البيت الداخلي للتنظيم الإرهابي.
في هذا السياق قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان: “عندما ينصب التنظيم خليفة جديداً يقوم باختلاق اسم حركي جديد لم يكن معروفاً من قبل لقيادي كان يعرف باسم آخر ثم يقول أن هذا هو الخليفة الجديدة”.
وتابع: “هذا الخليفة يكون غير معروف لعناصر التنظيم فضلاً عن الكثير من قادة التنظيم، وهي حيلة يعتبرها داعش من الأمنيات في محاولة للحفاظ على الخليفة لأكبر قدر ممكن حتى لا تنكشف هويته”.
وأضاف: “قادة داعش يتم الكشف عنهم واحداً تلو الآخر ثم يقتل ولكن داعش لا يعلن عن ذلك، وهذه مفارقة لأن منهج داعش يوجب إعلان هوية الخليفة أو هوية الأمير ولا بد أن يكون معروفاً”.
ولفت إلى أن “المتحدث الجديد باسم داعش أبو حذيفة الأنصاري قال إنه لا يلزم أن يكون معروفاً لعناصر التنظيم وللعوام ولكن يكفي أن يكون معروفاً لأهل الحل والعقد ومجلس شورى التنظيم وهذا أمر مشكوك فيه”.
وعن وضع مركزية التنظيم، قال سلطان إنه “لم تعد هناك مركزية معروفة للتنظيم، والمركزية انتهت، لكن هناك نوع من الفصل الإداري وهناك تنظيم في العراق وآخر في سوريا وكلاهما له قيادة مستقلة عن الطرف الآخر”.
وأضاف: “يفترض أن هناك تنسيقق في بعض المسائل تتم عن طريق مجلش الشورى”.
ولفت إلى أن “القيادة العليا والعامة لداعش موجودة في سوريا وكان العراقيون يتحكمون فيها بقدر كبير جداً ولكن بعض مقتل أبو سارة العراقي قوضت هذه السيطرة لأن غالبية الجيل القديم في داعش قضي عليه وبالتالي لم تعد سيطرة العراقيين بالصورة المتخيلة داخل داعش”.
وأوضح أن “هناك عرف يتم اللجوء إليه حالياً في داعش وهو اختيار الخليفة من المجموعة العراقية والمتحدث الإعلامي من المجموعة السورية”.
وبين أن “المتحدث الإعلامي لا يقوم فقط بالمهام الإعلامية ولكن يتم تعيينه نائباً لخليفة التنظيم حتى يحدث نوع من التوازن بين القادة العراقيين ونظرائهم سواء السوريين أو الأجانب”.
وأكد أن “المركزية في العراق لم تعد موجودة ولكن هناك سطوة لبعض القادة مثل عبدالله مكي الرفيعي الذي كان والياً للعراق ولديه تدخلات حتى في الساحة السورية”.
وأشار إلى أنه “كان هناك مطالبات بنقل القيادة العامة من سوريا ولكن هناك رفض وخاصة أن هذا يعني انتهاء رمزية الفرع السوري”.
وواصل القول: “نشاط التنظيم في العراق مركز في بعض المناطق مثل البادية وكركوك وحزام بغداد”.
ومساء الخميس 3 أغسطس، بثت مؤسسة الفرقان المعنية بإصدارات قيادة تنظيم داعش، كلمة صوتية نسبتها إلى متحدث جديد باسم التنظيم يُدعى أبو حذيفة الأنصاري.
الأنصاري أكد قتل زعيم داعش الرابع أبي الحسين الحسيني القرشي وتنصيب آخر يحمل اسم أبي حفص الهاشمي القرشي. الأنصاري أوضح أيضاً أن المتحدث السابق أبا عمر المهاجر اعتُقل.