نتائج الثانوية العامة.. حالات انتحار واضطرابات نفسية
بسبب نتائج الثانوية العامة ورسوبهم في بعض المواد وعدم حصول بعضهم على المجموع المناسب لدخول الكليات الجامعية، أقدم 6 طلاب وطالبات مصريين على التخلص من حياتهم.
وفي القاهرة، قفزت طالبة من شرفة غرفة نومها بالطابق الثالث بمنطقة مدينة نصر، في محاولة للتخلص من حياتها خوفاً من النتيجة قبل إعلانها بساعات، كل هذه نماذج عن حالات سيئة يعيشها الطالب خلال عام كامل من الدراسة وضغط من الأهل والمجتمع.
حالات الانتحار في مصر بعد إعلان نتائج الثانوية العامة التي تتكرر في كل عام تكشف عن ظاهرة خطيرة، أسبابها معروفة أما عدم حصول المنتحرين على معدلات عالية أو رسوبهم ببعض المواد والسبب الأهم هو خوفهم من الأهل والأقارب وكلام الناس وإذا لم تتغير طريقة التعامل مع فكرة الثانوية العامة وبدلا من معاملتها كأنها نهاية المطاف، فإن التعامل معها كمرحلة انتقالية وتكرار محاولات النجاح ليس جريمة فإن القضية ستأخذ منحنى خطير.
حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن ناقشت تأثيرات نتائج الثانوية العامة على الطالب وأبعادها وما تشكله من ضغط نفسي على الطالب والعائلة.
في هذا الصدد قالت الدكتورة إيمان الريس، الخبيرة التربوية والأسرية وأخصائية صعوبات التعلم إن المشكلة الأساسية التي تواجه الطلبة في الثانوية العامة هي الأهل، فدعم الأسرة وموقفها تجاه اجتياز الثانوية يشكل عاملاً مهما للطالب في كسب الثقة وعدم الخوف من الفشل.
وأضافت الدكتورة أن بعض الأسر تعتبر الثانوية العامة، كمرحلة تحديد مصير وليست وسيلة للمضي نحو المستقبل، إن التعليم مهم ومرحلة أولى في حياة الطالب ولكن ليست المرحلة الأساسية بدليل وجود عديد الشخصيات حققوا نجاحات كبيرة من دون شهادات الثانوية، وقد اختلف سوق العمل تماما إذ هناك العديد من الوظائف لا تستوجب شهادة الثانوية العامة.
وأكدت الخبيرة التربوية والأسرية وأخصائية صعوبات التعلم أنه يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة بين أولياء الأمور ووزارة التعليم من أجل بناء ثقة للطالب في منهج التعليمي وتبني أيضا ثقة نفسية لديهم.
من جهتها روت المدرس المساعد بكلية البنات جامعة عين شمس أسماء أشرف محمد عبد الجواد عن تجربتها السيئة مع الثانوية العامة : “إن الثانوية العامة لها رهبة ورعب نحن خلقناه بشكل عام والكثير يظنون أنها نقطة فاصلة في حياتهم وهذا أمر خاطئ وأضافت أنا دخلت الثانوية العامة في القسم العلمي “علمي علوم” تحقيقا لرغبة والدي وكان اختيارا سيئا لأنني لم أختر ما يناسبني وينفعني في دراستي.
وأكملت مع ظهور نتيجة “ثاني ثانوي كان المجموع صادما وإذا أكملت على هذا النحو في ثالث ثانوي فإنه لن يؤهلني للدخول إلى أي من الكليات.
وأشارت أسماء إلى أنها أقدمت على تغيير القسم وألتحقت بالقسم الأدبي ومع مجموع العامين الثاني ثانوي والثالث ثانوي بلغ 80% وهذا أيضا لم يؤهلها للحصول على الكلية التي كانت ترغب بها وهي “تربية ألماني”.
فقالت: “شعرت هنا بالانهيار والضعف والحيرة وظننت أن مستقبلي انتهى”.
وأضافت “لم يكن لدي رغبة في الدخول إلى الجامعة ولم تعد لدي قابلية للتعليم ولكن بعد ذلك التحقت بكلية الآداب قسم جغرافيا ومع مرور الوقت أحببت الكلية وأصبحت من المتفوين وفي المراكز الأولى وتم تعييني مدرس مساعد في الجامعة.