الكبتاغون.. تجارة مربحة لإيران وسوريا وآفة على المنطقة
قبل حوالي شهر من الآن التقى مسؤولون من الجيش والمخابرات في الأردن وسوريا لمناقشة مكافحة تجارة المخدرات المتنامية عبر الحدود المشتركة، وتوجه أصابع الاتهام في هذه التجارة التي تدر المليارات من الدولارات لميليشات موالية لإيران تنشط على الأراضي السورية.
ورغم تعهد دمشق بكبح جماح تجارة المخدرات السورية مقابل مساعدتها في الخروج من حالة العزلة العربية، تستمر عمليات التهريب العابرة للحدود وتستخدم فيها تقنيات متطورة كالطائرات المسيرة، وتتنوع الأصناف التي يتم تهريبها وتصل دولا اخرى في المنطقة، فالسعودية أحبطت خلال الفترة الأخيرة محاولات تهريب تحمل ملايين الحبوب المخدرة القادمة من دول الجوار دون أن تسميها، والعراق كذلك يعد امتداداً جغرافياً لهذه التجارة التي ازدهرت مع اندلاع الأزمة السورية وصارت لها اليوم كارتيلات تديرها وطائرات مسيرة متطورة تنقلها.
كان هذا موضوع نقاش حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
في هذا السياق قال الدكتور فواز كاسب الباحث في الشؤن الأمنية والاستراتيجية: “يعد الكبتاغون المادة المخدرة الرئيسية التي يتم تهريبها في المنطقة، ويكمن استمرار تهريب المخدرات بسبب وجود فجوة أمنية تقع في الجنوب السوري ومتاخمة للحدود الأردنية مما شكّل فراغا أمنيا تم استغلاله من قبل المليشيات والفصائل المشتركة الإيرانية السورية لتهريب المخدرات لداخل الأراضي الأردنية ومن ثم محاولة تهريبها غلى دول الجوار وتأتي في المقدمة المملكة العربية السعودية”.
وأشار الدكتور كاسب إلى أن النظام السوري استعمل الكبتاغون كورقة ضغط على الدول المجاورة للخروج من العزلة العربية، إذ عاشت سوريا أكثر من 10 سنوات في أزمة اقتصادية كبيرة، واعتمدت بذلك على الكبتاغون للاستفادة منها في الحرب.
من جهته قال أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عصام ملكاوي إن الأوضاع السياسية في الداخل السوري لم تكن قادرة على ضبط تحركات القوى الفاعلة والغير ملتزمة مع النظام السوري، مما يعني أن هناك فراغات أمنية داخل الجغرافيا السياسية ولم يستطع النظام بسط السيطرة عليها.
وأردف أصبحت هناك منافذ جديدة وغير معهودة تستخدمها الميليشيات للتهريب بالاضافة إلى التقنيات الجديدة، إذ أصبحوا يستعملون الطائرات المسيرة لتهريب المخدرات.
وأضاف : “إن الاجتماعات التي كانت على مستوى القادة الأمنيين بين سوريا والأردن توصلوا خلالها إلى قرارات والتزامات كانت باعثة على الأمل وأوضحت بجدية التعامل مع هذه الحرب التي بدأت تستعر تدريجيًا بين المهربين الذين ليس للسلطة السورية القدرة على لجمهم.