رفع الدعم على الوقود يشعل غضب الشارع في سوريا
تستمر الاحتجاجات والإضراب في محافظة السويداء جنوب سوريا، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية في محافظتهم الواقعة في جنوب سوريا والتي يسيطر عليها النظام.
وتأتي هذه الاحتجاجات النادرة في المحافظة غداة تظاهرات وإضراب عام احتجاجاً على قرار الحكومة الأسبوع الماضي رفع الدعم عن الوقود ممّا أثّر سلبًا على معيشة السكّان الذين يعانون جراء تدهور الاقتصاد السوري بعد 12 عامًا من النزاع.
وجاء الإعلان بعد انخفاض قيمة الليرة السورية إلى مستوى جديد مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء ونصت المراسيم الرئاسية على زيادة بنسبة 100% في الرواتب ومعاشات التقاعد الخاصة بموظفي الحكومة والعسكريين والمتعاقدين مع الحكومة.
فيما حذر الخبراء من أن الزيادة في رواتب القطاع العام من المرجح أنها ستعمل على زيادة التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية.
كان هذا موضوع نقاش حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب والسياسي السوري حافظ فرقوط أن النظام السوري سيقابل هذه الاحتجاجات كعادته بالعنف إذ لا يملك أي حلول سياسية أو اقتصادية أو حاضنة اجتماعية لتهدئة الشارع ولو قليلا.
وأضاف في حواره مع “ستديو أخبار الآن” أن “النظام لا يملك أيضا الحلول الأمنية، وقد واجه سابقا الاحتجاجات في السويداء بإطلاق النار على المتظاهرين وإشعال النار في الشوارع بالإضافة إلى إطلاق قنابل على المتظاهرين وسط انقطاع الكهرباء وذلك لإرهاب الناس وعدم خروجهم للشارع”.
وتابع فرقوط: “الحلول الأمنية التي يتبعها النظام حمته في السابق فلن يغيرها وسيواصل قمع المحتجين، الفساد ينخر العقليات في سوريا وحوّل الدولة إلى خادم لمصالح أفراد في البلاد”.
من جهته أكد الدكتور فراس شعبو الباحث الاقتصادي أن ما جرى في سوريا هو تلاعب بمقدرات الشعب السوري، إذ تم زيادة في الراتب بـ 100% ولكن الأسعار وحوامل الطاقة ارتفعت أيضا بـ 100%.
وأشار شعبو في حواره مع “ستديو أخبار الآن” إلى أن زيادة الرواتب قامت بتخفيض القيمة الشرائية للأجور بما يقارب من 20 إلى 25% وهذا ما أدى لأن ييشعر الشعب السوري بحالة خذلان كبيرة.
ونوّه إلى أن ماحدث في سوريا هو سوء إدارة واعتباطية في القرارات، إذ تم رفع الدعم منذ صدور القرار أما رفع الرواتب فسيبدأ بعد أسبوعين.
وأضاف: “ارتفعت الأسعار بشكل قياسي وعندما ستبدأ صرف الرواتب الجديدة فسترتفع الأسعار من جديد”.
وأردف: “في سوريا هناك ضريبة على الدخل في سوريا ما يعني أن الرواتب لم يتم زيادتها 100 بالمائة لأن الدولة تقتطع جزء من الراتب”.
وجاء رفع الدعم عن الوقود الأسبوع الماضي في وقت خسرت فيه العملة المحلية أكثر من 99 في المئة من قيمتها ويعيش فيه غالبية السوريين تحت خط الفقر، بينما يعاني أكثر من 12 مليون مواطن من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
وطالت النقمة الشعبية على الأوضاع المعيشية ضواحي دمشق، حيث احتجّ سكان مدينة جرمانا في الأيام الأخيرة على انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ متكرّر، بحسب ما أفاد شاهد وكالة فرانس برس.
وأسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعها في عام 2011 بعد أن تعرّضت احتجاجات سلمية مناوئة للرئيس بشار الأسد للقمع، قبل أن يتحوّل الأمر إلى نزاع دام تدخّلت فيه قوى أجنبية ومقاتلون جهاديون من مختلف أنحاء العالم.