الجيش في السودان والدعم السريع.. من سيطر على معسكر المدرعات؟
أعلن الجيش السوداني سيطرته على سلاح المدرعات بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع استمرت 3 أيام، في حين أفادت مصادر في مدينة أم درمان باندلاع قصف مدفعي متواصل ومتبادل بين الجانبين في محيط سلاح المهندسين وحي الفتيحاب المجاور له جنوبي المدينة.
فيما قالت قوات الدعم السريع إن أفرادها سيطروا على كامل معسكر المدرعات التابع للقوات المسلحة السودانية في منطقة حي الشجرة جنوب العاصمة الخرطوم.
تضارب في المعلومات بين طرفي النزاع، في الوقت الذي تحدثت تقارير أن المعارك هذه الأيام أعنف حتى من المعارك التي اندلعت في بداية الصراع فهل وصلا الى مرحلة الحسم أم أن الظروف الجيوسياسية والأطراف الخارجية تريد صراعا طويل الأجل وساحة حرب مفتوحة؟
كان هذا موضوع نقاش حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
في هذا السياق أكد الخبير القانوني والسياسي المستشار عبدالماجد عبود أمبدى أن الفيديوهات المنشورة نقلت الوقائع التي تحدث في السودان، مؤكدًا أن الهجوم الذي قامت به عناصر الدعم السريع على معسكر المدرعات كان من أجل إثبات قوة المنتصر.
وأضاف عبود في حواره مع “أخبار الآن” أنه “بعد هذا الهجوم ستكون هناك عمليات كر وفر بين طرفي النزاع من أجل إحكام السيطرة على الخرطوم، ومن ثم الجلوس على طاولة الحوار بورقة الرابح وفرض شروط المنتصر.
وأشار إلى أن المعارك التي حدثت الاثنين، هي من أشرس المعارك منذ بداية الاقتتال في السودان حول معسكر المدرعات. مؤكدًا أن هناك تضارب بين تصريحات الجيش وقوات الدعم السريع، وكل سيدّعي سيطرته على المعسكر.
ومن جهته أكد أحمد عبدالله إسماعيل رئيس منظمة شباب من أجل دارفور أن قوات الدعم السريع لم تسيطر على معسكر المدرعات، إنما قوات الجيش السوداني هي المسيطرة على المعسكر، وكذلك على فرقها ومراكزها في السودان.
وأضاف في حواره مع “أخبار الآن” أن: “المعركة التي انطلقت منذ يومين بين الجيش والدعم السريع تثبت أن عناصر محمد حمدان دقلو يلفظون في أنفاسهم الأخيرة ويسعون للنجاح لذلك يقومون ببروباغندا إعلامية.
وأكد رئيس منظمة شباب من أجل دارفور أن قوات الدعم السريع خسرت العديد من عناصرها في دارفور حتى أضحت تجند الأطفال القصّر وهذا ما ظهر في فيديوهات نشرت على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الأمر أيضا يعكس مدى ضعفهم واستنزافهم في هذه الحرب الدائرة.
ونوّه المتحدث أن اللواء الركن ياسر فضل الله الصائم قائد “الفرقة 16 مشاة قد قتل غدرا من قبل عناصر تنتمي عرقيا للدعم السريع ولكنها تنشط ضمن الجيش وهذا ما سيزيد الجيش السوداني عزما في الفوز بالمعركة وإعادة السودان كما سبق.
وتوسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من أربعة أشهر في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين كبيرتين هما الفاشر والفولة، بحسب ما أفاد شهود عيان، في تطوّر فاقم المخاوف حيال مصير مئات آلاف النازحين الذين كانوا قد فرّوا إليهما من أعمال العنف في إقليم دارفور.
ومنذ اندلعت المعارك في 15 نيسان/أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهد دارفور، الإقليم الشاسع الواقع في غرب البلاد، إلى جانب العاصمة الخرطوم، أعمال عنف تعدّ الأسوأ.
وليل الخميس استؤنفت المعارك في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بحسب الشهود، لتنهي هدوءاً استمرّ شهرين في المدينة المكتظة بالسكّان والتي كانت ملاذاً لهم من القصف وأعمال النهب وعمليات الاغتصاب والإعدام بدون محاكمة التي شهدتها أجزاء أخرى من دارفور.
وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأمريكية ناتانيال ريموند لوكالة فرانس برس: “إنّه أكبر تجمّع لمدنيين نزحوا في دارفور مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر”.