فاغنر تعلن تركيز جهودها على أفريقيا
- جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” تستعرض قوتها في مالي
الاستيلاء على الذهب في أفريقيا بحجة محاربة الإرهاب هذا هو العنوان الذي يصف ما تقوم به مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر في مالي وبوركينا فاسو، من جهة وجبهة نصرة الإسلام وبوكو حرام وداعش من جهة أخرى والهدف واحد هو زعزعة الاستقرار في هذه الدول للتفرد بها والسيطرة عليها.
فهل سيتحول الصراع بين هذه القوى إلى تصادم مسلح وهل ظهور زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين بفيديو أوحى من خلاله بتواجده في أفريقيا تعني أن النيجر هي الهدف الجديد وبدعم من المجموعة الانقلابية التي استولت على الحكم؟
هذه الأسئلة وغيرها كان موضع نقاش حلقة اليوم من “ستوديو أخبار الآن”، الذي استضاف العميد ناجي ملاعب الخبير الأمني والاستراتيجي وإسماعيل يعقوب الشيخ سيديا الكاتب والمحلل السياسي المختص بالساحل والصحراء.
هناك أكثر من الثروات
وحول موضوع التصادم بين القوى في أفريقيا نتيجة الصراع على الثروات يقول سيديا : إذا ما نظرنا إلى المثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو وتشاد هناك صراع على النفوذ بين جبهة نصرة الإسلام والمسلمين التي يقودها إياد آغ غالي وتتحالف مع جبهى تحرير ماسينا من جهة وداعش في الصراء الكبرى من جهة أخرى يتصارعون على حوالي 3000 بئر للتنقيب السطحي على الذهب في أرض تمتد على 500 ألف كم مربع وفيها تتمركز الأقلية الفلاني حيث هناك صراع على الذهب وعلى استقطاب الشباب الفلاني.
وقال: “هذا الأمر أربك الدول الثلاث وأفشل بعضها كما حصل في مالي سابقاً والآن بوركينا فاسو لا تسيطر إلا على 60% أو أقل من ترابها الوطني ومالي 40% من ترابها الوطني، ومثال على ذلك مدينة سيبو في جنوب مالي حيث لايمكن أن تنظم الانتخابات خارج المدينة بثلاثين كم”.
وتابع: “الصراع على المال وعلى النفوذ من قبل هذه الجماعات الخارجة عن القانون هو مظهر من مظاهر فشل الدولة وغياب المؤسسات، وبالتالي هو بوابة لدخول الأذرع السرية غير النظامية للقوى التي تحجل من أن تدخل جيوشها بشكل مباشر مثل الولايات المتحدة وروسيا”.
وأكمل: “نحن نشهد أن روسيا دخلت على اللعبة متأخرة لكنها دخلت بقوة”.
الانقلاب مجرد وسيلة
من جهته يرى العميد ناجي ملاعب الخبير الامني والاستراتيجي أن: “فاغنر هي وسيلة للوصول إلى السيطرة السياسية أكثر منه موضوع نهب الثروات، فهي تمثل قدم لوجود سياسي مستقبلي بديلاً للقوى التي فشلت إدارة الأمن والدولة الوطنية في أفريقيا”.
ولفت قائلاً: “منع الجزائر للطيران الفرنسي عبور أجوائها له دلالات كبيرة، حيث الإرث الاستعماري لفرنسا في الجزائر دفعها للقيام بذلك”.
وأكد أن “الانقلاب العسكري لم يوصل إلى حكم رشيد في أي مكان، وبالتالي من الممكن ان يعود للانتماء الخارجي مجدداً، العسكر لن ينجحوا في هذه المهام إنما هم وسيلة استخدمت من قبل الغرب”. مضيفًا: “من الممكن أن روسيا استخدمت الانقلاب العسكري في النيجر لوضع قدمهما في هذا البلد كما فعلت في بلدان أخرى”.
وحول محاسبة القوات التي تتدخل في بلدان عدة يؤكد “ملاعب” أن هذا الأمر غير وارد ويقول: “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع الرئيس السوري بشار الأسد على أن القوات الروسية والطيران الروسي غير مسؤولون عن أي حادث، فهؤلاء يتدخلون من دون أي ضمير ومن دون أي أمور أخلاقية ولا يمكن محاسبتهم”.
أول ظهور بعد التمرد
بالإضافة إلى وجود فاغنر، تنفذ روسيا حملة دبلوماسية منذ عدة سنوات في إفريقيا على حساب القوى الغربية التقليدية. ومع عزلتها على الساحة الدولية وبحثها عن حلفاء، ضاعفت جهودها منذ هجومها على أوكرانيا.
قال زعيم جماعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في مقطع فيديو حديث، إنه موجود حاليًا مع مقاتلين تابعين له في إفريقيا حيث يعمل من أجل الحفاظ على عظمة روسيا، داعيًا الى التطوع معه.
ظهر بريغوجين في هذا الفيديو مساء الإثنين لأول مرة منذ أن قرر وقف تمرده ضد الحكومة الروسية في حزيران/يونيو الماضي. وكان مسلحًا ويرتدي ملابس مموهة في منطقة صحراوية.
وقال في الفيديو الذي بُث على حسابات في تطبيق تلغرام مقربة من مجموعته، “نحن نعمل! درجة الحرارة +50، مثلما نحبها تماما. مجموعة فاغنر تنفذ مهمة استطلاعية، وهذا يعزز عظمة روسيا في جميع القارات ويصون حرية إفريقيا”.
لم يذكر في أي بلد هو، فيما تتواجد المجموعة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.