بعد موت بريغوجين.. هل تواصل فاغنر نشاطها؟
كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صمته الخميس بشأن تحطم الطائرة الذي قضى فيه زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين وأعضاء كبار آخرين في المجموعة المسلحة.
في تصريحات متلفزة، قدم بوتين “تعازيه الصادقة لأسر جميع الضحايا”، واصفا الحادث بأنه “مأساة”. إضافة إلى بريغوجين، قضى في تحطم الطائرة الأشخاص التسعة الآخرون الذين كانوا على متنها.
وتصريحات بوتين هي أول تأكيد رسمي لمقتل قائد فاغنر.
وواجه بوتين في يونيو أكبر تحد لحكمه المتواصل منذ أكثر من عقدين عندما قاد بريغوجين تمرّدا مسلّحا.
وأثناء التمرّد في 23 و24 يونيو، ألقى بوتين خطابا موجّها للروس وصف فيه حليفه السابق بريغوجين على أنه “خائن“.
نهاية بريغوجين نهاية دراماتيكية متوقعة ليس لأنه تمرد على بوتين وإنما هذا هو مصير قادة الميليشيات والجيوش الرديفة، لهم عمر افتراضي تعطى لهم صلاحيات تفوق صلاحيات الجيوش الرسمية لينفذوا مهمات لا يراد لهذه الجيوش أن تتلطخ سمعتها بها كالمهمات القذرة والحروب التوسعية.
وهنا تطرح أسئلة بديهية ما مصير فاغنر؟ هل ستتمرد ؟ هل ستنتهي بموت بريغوجين وما مصير المجموعة في إفريقيا وسوريا ؟ هل بوتين المتهم الوحيد بتنفيذ العملية هل سيعترف بها أم سيكتفي بالصمت ؟ كيف سيتعامل الغرب مع هذا الحدث ؟
كل هذه الأسئلة كانت محوراً للنقاش في حلقة ستديو أخبار الآن التي استضافت الدكتور سعيد طانيوس، الأستاذ في القانون الدولي، ونيكولا باستون الباحث السياسي والأستاذ في جامعة كييف الوطنية.
وحول مصير فاغنر بعد مقتل زعيمها وقادتها يقول باستون: ” أعتقد أن القيادة الروسية تحضر مجموعات أخرى مثل فاغنر كي لاتكون فاغنر هي الوحيدة، وأعتقد أنه سيتم إرسال عناصر هذه المجموعات إلى أفريقيا لأخذ زمام المبادرة من فاغنر والتحكم بالامور هناك خصوصاً موضوع الثروات الطبيعية والموارد الأفريقية خصوصاً في النيجر”
وتابع: “بوتين لايريد ان يكون هناك شخص مثل بريغوجين الذي يسيطر على تلك الثروات في أفريقيا وعلى رأسها الذهب واليورانيوم”
وأكمل: “بعض عناصر فاغنر من المحتمل أن يشاركوا في المجموعات الجديدة التي تنوي القيادة الروسية تشكيلها”.
وأردف: “بوتين بدأ بالفعل بتشكيل عدة مجموعات على غرار فاغنر تابعة لشركات خاصة إحداها تابعة لوزارة الدفاع الروسية وبرعاية شويغو وأخرى تابعة لشركة الغاز الروسية وكما أعلم هي قيد التشغيل والتدريب قبل إرسالها إلى أفريقيا”.
بوتين لن يتخلى عن فاغنر
من جهته يرى الدكتور طانيوس: ” لانستطيع أن نوصف فاغنر على أنها مؤسسة بل إنها ميليشيا تم بناءها وتمويلها من قبل بريغوجين شخصياً والقائد العسكري أوتكين الذي تم تصفيته أيضاً مع كل القيادة العليا لفاغنر في هذا الحادث”
وأضاف: “هذه بداية نهاية فاغنر والسيناريوهات كثيرة منها أن يتم إلحاق قوات فاغنر بالجيش الروسي والعناصر الموجودة في بيلاروسيا يتم إلحاقها بجيش بيلاروسيا خاصة أن رئيس بيلاروسيا تحدث عن ذلك”.
وأكمل: “في السابق قيادة فاغنر هي من رفضت الدمج والانضواء تحت القيادة العسكرية الروسية، بينما أعتقد أن عناصر فاغنر سيكون مستقبلهم أكثر ضماناً إذا ما تم دمجهم بالمؤسسة الحكومية
وشدد قائلاً: “روسيا لن تتخلى عن عناصر فاغنر بسبب دورهم في الحرب”
كييف تنفي
وتوالت ردود الفعل من القادة الغربيين إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن “لا أعرف حقيقة ما حصل… قلما تحصل أمور في روسيا بدون أن يكون بوتين وراءها”.
ورأت فرنسا أن ثمة “شكوكا منطقية” حيال الحادثة فيما اتفق ناطق باسم الحكومة مع تقييم بايدن.
وسخرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا من اختفاء بريغوجين مشيرة إلى أن “معدل حالات الموت في أوساط المقرّبين من بوتين مرتفع بشكل لافت.. إنه أمر محفوف بالمخاطر”.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “لا علاقة لنا إطلاقا بهذا الوضع بكل تأكيد. أعتقد أن الجميع يعرف من المسؤول عن ذلك”.