بريكس تسعى للتوسع وتضم ست دول جديدة
اكتسبت القمةُ الخامسةَ عشْرةَ لتكتلِ بريكس هذا العام أهمية كبرى بسبب تزامنها مع أحداثٍ وتحولاتٍ دولية جذرية.
ووافقت المجموعة في ختامِ أعمالِها توسيع عضويتها بضمِ ستِ دولٍ جديدة منها ثلاث دول عربية وهي الإمارات والسعودية ومصر.
ويشملُ هذا التوسع الاقتصادات الناشئة التي تتمتع بأهمية إقليمية واقتصادية وتمثيلٍ جغرافي واسع ما يعززُ تأثير التكتلِ على توازنِ الاقتصاد العالمي.
توازنُ باتت تبحثُ عنه العديدُ من الدولِ بعد الحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من اضطراباتٍ وتحديات اقتصادية، فما أهمية هذا التوسع؟ وماذا تستفيدُ الدول العربية التي انضمت للمجموعة؟
وهل تملك بريكس ما يكفي من الأوراق لإعادة صياغة التوازنات الدولية؟ وهل تتمكن المجموعة من كسرِ المنظومة الغربية وتصبح منافسا قويا لمجموعةِ السبع ؟
هذه الأسئلة كانت محور النقاش في حلة ستديو أخبار الآن التي استضافت الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية حميد الكفائي، والباحث والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي.
تنافس داخلي يضعف التكتل
وحول الرغبة للانضمام إلى بريكس يقول الكفائي: ” بريكس هي التي تدعو الدول الأخرى للانضمام إليها، الدول تنضم لهكذا منظمات بهدف التأثير فيها والاستفادة منها، ولايعني هذا أن هناك فوائد واضحة جداً من الانضمام إلى بريكس رغم أنه لايمكن نفي هذا أيضاً.
وتابع: “التفاهم بين الدول والتواصل مطلوب وهذا منبر جديد فيها دول مهمة والانضمام إليها سيأتي بفائدة دون شك خصوصاً فيما يتعلق بالمفاوضات والتوصل إلى اتفاقيات اقتصادية والتأثير في الاتفاقيات المقبلة التي من الممكن ان تتوصل إليه بريكس”.
وأكمل: “في الوقت الحاضر لا أحد يستطيع أن يقول أن بريكس ستحدث تغييراً كبيراً خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة، هي تجمع ناشئ واعد، لكنه لايستطيع أن يتنافس مع التحالف الغربي”.
وأشار الكفائي بالقول: “الدول المنضوية تحت بريكس مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والهند تختلف مع روسيا والصين اختلافات عميقة، وهذه الدول لاتريد لهذا التجمع أن يتوسع لأنه قد يعطي الصين النفوذ والقيادة، على عكس الصين التي تحاول توسيع بريكس لأنها تشعر أنها الوحيدة القادرة على قيادة هذا التكتل”.
وشدد على أن “هناك تنافس داخل بريكس، والقضية غير محسومة، لذلك لايمكن أن نسلم أن هذا التكتل سيكون تحالفاً كبيراً ومنسجماً وقوياً”
خلافات كبيرة
من جهته يشير الباحث والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي إلى خلافات بريكس بالقول: “المنظمة ركزت على الشأن السياسي وأعتقد أن ما يفرقها أكثر مما يجمعها ومثال موضوع الخلاف الصيني الهندي على الحدود، كما أن الدول الجديدة التي دعيت للانضمام يوجد بينها خلافات ومثال على هذا الخلاف السعودي الإيراني المتأصل حتى في ظل وجود اتفاق، كذلك خلاف مصر وإثيوبيا وخلافات سد النهضة، وإن توقف هذه المنظمة على الخلافات السياسية فإنها لن تتقدم”.
وتابع: ” الاقتصاد هو من سيقود قاطرة العلاقات بالمجمل في بريكس وإن كانت المجموعة رفعت شعارات مناهضة للغرب، وهذا سيمنع بعض الدول من السعي للانضمام لها”.
وأردف: “السعودية لديها علاقات استراتيجية تاريخية مع الغرب، الهند لديها تحالف مع الولايات المتحدة ضد الصين، وهذا بالفعل يجعل البناء على مايجمع هذه المنظمة من مصالح اقتصادية سيؤسس إلى تنظيم يبنى عليه”.
وشدد آل عاتي بالقول: “الغرب يرفض هذا التكتل ويرفض الدول التي ستنضم إليه، وسيكون حدثاً تاريخياً إن أعلنت السعودية انضمامها لتكتل بريكس فهي تقود سوق الطاقة العالمي وكذلك نظراً لمكانتها وتثيرها العربي والإسلامي والاقتصادي”.
دعوات لتوسيع المجموعة
واستبعد مسؤولون أمريكيون تحوّل “بريكس“ إلى منافس جيوسياسي للولايات المتحدة، واصفين التكتل بأنه “مجموعة بلدان شديدة التنوّع” فيها أصدقاء وخصوم.
وتتشارك المجموعة التي تضم قوى متفاوتة الحجم الاقتصادي ومتباينة النظام السياسي، التوجه حيال بديل لنظام عالمي تهيمن عليه القوى الغربية يخدم مصالح الدول النامية بشكل أفضل.
هيمنت الدعوات الرامية إلى توسيع مجموعة بريكس على جدول أعمال قمتها التي استمرت ثلاثة أيام في جوهانسبورغ وكشفت عن الانقسامات بين الكتلة بشأن وتيرة قبول الأعضاء الجدد ومعايير ذلك.
واتفقت دول بريكس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمتها السنوية في جوهانسبورغ على منح الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، العضوية الكاملة اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير.
وسعت الصين، أبرز دول المجموعة وثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى توسيع “بريكس” في خضم منافسة محمومة مع الولايات المتحدة.