بعد السويداء.. اتساع رقعة الاحتجاجات في سوريا
استمرت الاحتجاجات في محافظة السويداء السورية الأحد، لتدخل أسبوعها الثاني عقب خروج المئات من سكان المدينة في تظاهراتٍ الأسبوع الماضي، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية جرّاء قيام الحكومة برفع الدعم عن المحروقات.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم إلى الحد الأعلى فلم يكتفوا بمطالبات تحسين الواقع المعيشي وإطلاق سراح المعتقلين وإنما بدأوا بالمطالبة باسقاط النظام و تطبيق القرار الأممي 2254 القاضي بالوصول الى تسوية سياسية وإجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف أممي خلال 18 شهرا.
فلماذا ارتفع سقف المطالب ولماذا تلتزم الحكومة السورية الصمت إلى الآن ؟ وهل التركيبة السكانية وموقع المدينة ومواقفها السابقة من الصراع السوري شكلت أسبابا تصّعب على الحكومة التعامل مع التظاهرات بنفس طريقة التعامل مع سابقاتها.
كانت هذه أبرز المحاور التي تم مناقشتها خلال حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
وحول هذا الموضوع أكد مدير فريق ملهم التطوعي عاطف نعنوع أن النظام السوري خسر كل أوراقه وفرصه في معالجة الأزمة الاقتصادية والسياسية وعلاقاته الدبلوماسية مع الدول وأصبح الآن محاصرا دون حلول يواجه غضب الشارع.
وأضاف في حواره مع “أخبار الآن”: “الشعب السوري غير قادر على تحمّل الأوضاع، والموت من الجوع، فأصبح ملاذهم الأخير هو المطالبة بإسقاط النظام السوري الذي قتلهم وهم أحياء”.
وأردف: “خرج السوريون هذه المرة دون خوف من بطش النظام السوري الذي سيعتقلهم ويعذبهم ويقتلهم بالرصاص في الشوارع، إذ لم يعد للسوريين ما يخسرون، فقد بلغت أوضاعهم المعيشية الحضيض ولم يعد لهم أمل في الحياة”.
واستطرد قائلا: “بعد أن رفض النظام السوري المبادرة العربية ولجأ إلى إيران وروسيا، ولم يساعدوه فعليا في الخروج من أزمة البلاد الاقتصادية، ورّط النظام نفسه في مواجهة غضب الشارع الذي لن يهدأ هذه المرة”ز
من جهته قال الناشط السياسي السوري مروان حمزة إن:” احتجاجات السويداء هي مكمّلة لما بدأته المحافظات الأخرى في عام 2011، الشارع السوري كان يغلي وانفجر الآن”.
وشدد الناشط السياسي أن السويداء جزء من سوريا:”لن نقبل إلا بدمشق عاصمة لسوريا بعد رحيل النظام، ونحن لا نطالب بحكم ذاتي ولا مشارع تقسيمية للبلاد ولن نقبل بذلك”.
وواصل حديثه: “لن نقبل الآن إلا بالحلول الدولية وليس الاجراءات التي يقوم بها النظام، ولن نقبل إلا بمبادرة الجامعة العربية التي حاولت جاهدة لاحتضانه واصلاحه ولن نقبل إلا بعودة المهاجرين واخراج كل المعتقلين.”
مطالب السويداء بدأت بمطالب معيشية، لكن بعد تجاهل السلطات وعدم إبداء أي اهتمام للمتظاهرين، ارتفعت هذه المطالب لتصبح سياسية، تنادي بإسقاط النظام الذي تكبّر على شعبه وتجاهل المبادرات العربية والدولية.
وتظاهر مئات السوريين في مناطق عدة في محافظتي درعا والسويداء في جنوب البلاد، في تحركات انطلقت احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية وتطورت الى المطالبة بـ”إسقاط النظام”، وفق ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد المحافظتان منذ أكثر من أسبوع تحرّكات شعبية أعقبت قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عاماً من نزاع مدمر.
في محافظة درعا التي كانت تعدّ مهد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011 قبل أن تقمعها دمشق بالقوة، شارك عشرات السكان في تظاهرة في بلدة بصرى الشام، مرددين هتافات مناهضة للرئيس بشار الأسد.
ورفع المتظاهرون في البلدة الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية أبرمت اتفاقات تسوية مع دمشق برعاية روسية، بدءا من العام 2018، لافتات حملت شعارات عدة بينها “إرحل، نريد أن نعيش” و”السكوت اليوم يعني استمرار الطاغية”.