انقلاب الغابون.. ما هي تبعاته وكيف سيتم التعامل معه؟
أعلنت مجموعة تضم نحو 12 من عناصر الجيش والشرطة في الغابون في بيان تلي عبر محطة “غابون 24” التلفزيونية من مقر الرئاسة، إلغاء نتائج الانتخابات وحل “كل مؤسسات الجمهورية” و”إنهاء النظام القائم”.
وأعلن العسكريون الذين أكدوا أنهم يتحدثون باسم “لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات”، أنهم “بسبب حوكمة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى، قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم”.
وأوضح هؤلاء “لهذه الغاية، ألغيت الانتخابات العامة التي جرت في 26 آب/أغسطس 2023 فضلا عن نتائجها”.
انقلب العسكر على ديمقراطية العائلة الواحدة في الغابون، وهي عائلة بونغو التي حكمت بالتوارث من الأب لمدة 40 عاماً والإبن 14 عاماً ويعينون حكومة انتقالية تمهيدا لمرحلة جديدة.
فهل هو انقلاب مبرر ؟ أم أن لا أسوأ من الديمقراطية الشكلية إلا حكم العسكر؟ فهل سينجح الانقلاب وكيف سيتعامل العالم معه ؟
كانت هذه أبرز المحاور التي تم مناقشتها خلال حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
حول هذا الموضوع، علق مبارك إسحاق، خبير في الشؤون الإفريقية، حول الاختيار بين الديمقراطية وحكم العسكر، وخاصة في الظروف التي تعاني منها هذه الدول، قائلاً: “الانقلاب في النيجر وغيرها هي انقلابات بالفعل، ولكن تختلف في طبيعة الجغرافيا، وكل دولة لها دور ودستور خاص، لكن هناك وضع مختلف في الغابون، هناك اختلاف على الأيدولوجيات وغيرها، والغابون تسلك طريق التي سلكته النيجر”.
وتابع مصعب يوسف عبدالرحمن، الكاتب والمحلل السياسي في الشؤون الإفريقية، إن”الاستخبارات الفرنسية تعلم أن المنطقة تتحول إلى الانفلات بسبب النفوذ الفرنسي، ولكن خطورة الانقلابات في مجملها، هي أنها من الممكن أن تتوجه إلى نفوذ أسوء من التواجد الفرنسي، والروسي كمثال، مثل تواجد مرتزقة فاغنر، وهي الخيار الأسوء من هذه الخيارات”.
وأضاف “الاستخبارات الفرنسية لديها معرفة كاملة بهذه التحركات، لكنها لا تملك القدرة لإفشال هذه الانقلابات، فلم يعد لديها النفوذ كما في السابق على هذه الجيوش، لأن منفذي هذه الانقلابات هم من جيل من بعد النفوذ الفرنسي، وهم يبحثون عن خيارات أخرى”.
أعلن العسكريون الإنقلابيون في الغابون في بيان متلفز مساء الأربعاء تعيين قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما “رئيساً للمرحلة الانتقالية”.
وبحسب البيان، فقد أعلن ضابط بحضور عشرات من كبار الضباط والجنرالات الذين يمثّلون جميع فيالق الجيش الغابوني أنّه “تمّ تعيين الجنرال أوليغي نغيما بريس بالإجماع رئيساً للجنة انتقال واستعادة المؤسسات ورئيساً للمرحلة الانتقالية” التي لم يحدّد الانقلابيون مدّتها.
كما أعلن الانقلابيون أنّ قرار حظر التجوّل الليلي الذي فرضه قبل أربعة أيام الرئيس المخلوع علي بونغو أونديمبا سيظلّ سارياً “حتى إشعار آخر”بهدف “الحفاظ على الهدوء”.