أحداث كركوك.. خلفيات حزبية وسياسية وراء المواجهات
بعدما سمح الإطار التنسيقي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بتوقيع اتفاق مع رئيس الحزب الديمقراطي مسعود البرزاني، يُتيح إعادة دخول الحزب إلى مُحافظة كركوك واستلام مقاره التي خرج منها في أعقاب الاستفتاء على الاستقلال، مقابل دعم البرزاني لتشكيل الحكومة. بعد ذلك، تنصل الإطار عن تنفيذ الجزء المُتعلق بتسليم كركوك من الاتفاق، وعلى إثر ذلك، اندلعت اشتباكات مُسلحة بين الكرد والعرب، ما خلّف ضحايا وجرحى.
هذا هو موضوع حلقة اليوم، من برنامج “ستديو أخبار الآن“، والذي طرحنا خلالها العديد من المحاور والأسئلة إزاء هذه القضية، فهل نكث الإطار مجددًا بحليفه الاستراتيجي البرزاني؟، ولماذا يصر الأخير على الوثوق بالإطار رغم تجاربه السيئة معه؟، وهل انتهت الأزمة هنا أم الآن الأوضاع ذاهبة إلى التصعيد؟
تهميش المكون العربي
وفي هذا السياق، قال المُتحدث باسم تحالف العروبة، عزام الحمداني، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، أنه: “لا شك أن كركوك مدينة عراقية وطالما كانت، لهذا تلعب دورًا سياسيًا واقتصاديًا سواءً مع بغداد أو مع القوى والأحزاب السياسية”، مشيرًا: “كركوك لم تكن مدينة عراقية في السابق بالشكل الذي تقتضيه القواعد الدستورية القانونية”.
وأضاف الحمداني في معرض حديثه: “نحن لسنا ضد حزب سياسي يُمارس العملية السياسية بشكلٍ قانوني ومرتبط بالهوية العراقية، ولكن ضد أن الحزب الديمقراطي الكردستاني وباقي القوى الكردستانية التي تُمارس العمل السياسي بخطابٍ عرقي قومي”.
ولفت: “الكل يعلم أن الحزب الديمقراطي الكردستاني عمل على تهميش المكون العربي وإقصائه، كما أن تلك القوى لم تكن قادرة على رسم علاقات جيدة مع المكون العربي، وتعمدت رسم علاقة سيئة معه”.
شراكة وتوافق
ومن ناحيتها، قالت الكاتبة والباحثة السياسية، سهاد الشمري، ردًا على إصرار البرزاني للمضي قدمًا في اتفاقيات مع الإطار التنسيقي إن: “الحكومة الحالية تشكلت على أساس شراكة وتوازن وتوافق، وبالتالي هذا المبدأ التزمت به كافة الجوانب المشاركة في المشهد الحالي”، مشيرة إلى أن: “أربيل لا تستطيع فصل نفسها اليوم عن بغداد لأن هُناك متعلقات”.
وأضافت: “البرزاني ذهب بصورة جدية وتذكير بغداد ببنود الاتفاق السياسي”، كما لفتت: “هناك من لعب على قوت المواطنين في أربيل واستخدم ورقة قطع الأموال والرواتب في الإقليم الكردستاني كنوعٍ من الضغط”.
الحفاظ على السلم الأهلي
والأحد، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على ضرورة التزام جميع الأطراف السياسية في كركوك بالحفاظ على السلم الأهلي وتجنب الوقوع في أي فتنة.
وفي بيان، تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، قال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء: “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ترأس الجلسة الاعتيادية الـ 36 لمجلس الوزراء، وفي مستهلّ الجلسة جدد السوداني التأكيد على ضرورة التزام جميع الأطراف السياسية في كركوك بالحفاظ على السلم الأهلي وتجنب الوقوع في أي فتنة، وعدم الركون إلى منطق العنف والصدامات التي تنعكس سلبًا على الوضع العام في العراق”.
وشدد السوداني بحسب البيان، على “توجيهاته التي أصدرها يوم أمس للجهات المختصة بعدم التردد، بمحاسبة كل المتسببين بسقوط الضحايا والجرحى وفقًا للقانون، بعد الانتهاء من التحقيقات والكشف عن ملابسات الأحداث المؤسفة”.
والسبت، قتل مدني على الأقل وأصيب ثمانية آخرون السبت في صدامات اندلعت خلال تظاهرات في مدينة كركوك في شمال العراق حيث فرضت السلطات حظرا للتجول، بحسب ما أفاد مسؤولون محليون.
وأوضح مدير صحة كركوك زياد خلف أن هوية الضحية المدني لم تتضح بعد وكذلك ظروف مقتله، لافتا إلى أن الجرحى “وبينهم عنصر أمني (…) أصيبوا جراء التصادم المباشر سواء كان بطلق ناري أو بمواد أخرى من زجاج أو حديد أو حجارة”.
وضمت التظاهرات سكانا من الأكراد من جهة وآخرين من العرب والتركمان من جهة أخرى.