خبراء: المناطق المنكوبة بفعل زلزال المغرب جبلية وذات طرق وعرة
ربما سيكثر الحديث خلال الأيام المقبلة، عن زلزال المغرب، باعتباره الأقسى والأكبر من حيث عدد الضحايا منذ أكثر من نصف قرن، فبعد يومين من وقوعه خلّف أكثر من ألفي ومئة قتيل، فيما تخطت أعداد الإصابات الـ 2400 شخص، ولا زالت الأرقام في ازدياد.
وما زاد الطين بلة هو أن الزلزال تركز في المدن القديمة والقرى والأرياف، وكما هو معروف أن المنازل هناك غير مهيأة لاستيعاب الزلازل ولا تُشيد وفق المعايير التي تحميها من الهزات الأرضية.
وفي هذا الإطار، خصصنا حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”، لهذا الحادث، لنسأل، ألم يحن الوقت لإعادة النظر في الآليات والمعايير المعتمدة بعمليات البناء في منطقتنا، خاصة مع تكرار الهزات الأرضية القوية، والسير على خطى اليابان مثلا؟ لتلافي خسائر بشرية ومادية تضاهي خسائر الحروب أم أن هذا مستحيلًا؟
زلزال استثنائي
وحول هذا الموضوع، قال مدير المركز المغربي للبيئة والأمن البشري، المُهندس محمد بنعبو، إن: “قوة الزلزال الذي ضرب المغرب صادمة واستثنائية ولا توجد بنية تحتية في العالم تتحملها”.
وأضاف بنعبو في معرض حديثه: “ما ميز هذا الزلزال هو أنه أصاب مناطق قروية وأرياف متفرقة، ونوعية المنازل التي دُمرت بُنيت بمواد تقليدية من الطوب والخشب”.
أيضًا أشار إلى أنه بسبب الزلزال: “سقطت صخورًا كبيرة في الطرقات، ما حال دون وصول قوات التدخل السريع بشكل عاجل، من أجل إيصال المساعدات الغذائية وغيرها”.
ولفت: “الجيش المغربي تدخل من أجل فتح الطرقات بالآليات المتوفرة”، مشيرًا: “هناك بعض القرى التي تدمرت بفعل هذا الزلزال، كما سُجلت الكثير من الهزات الأرضية في معظم مناطق ومدن المغرب وليس في فقط بإقليم الحوز الأكثر تضررًا”.
توقيت حسّاس
ومن ناحيته، قال الكاتب الصحافي المغربي، عبد الواحد الطالبي، إن: “الزلزال حدث في وقتٍ حسّاس بالنسبة للمغرب، وهو عطلة نهاية الأسبوع وفي مُنتصف الليل، مما صعّب عمليات البحث والإنقاذ”.
وأضاف الطالبي أن: “عمليات الإنقاذ في الساعات الأولى بعد الزلزال، قامت بها الفرق الأهلية والجمعيات المدنية، والسلطات المحلية، وكانت تواجه الكثير من المشاكل نظرًا لصعوبة الوصول إلى المواقع المتضررة بسبب جغرافية المكان وهي منطقة جبلية وبناياتها تتناثر على قمم الجبال”.
كما لفت الكاتب الصحافي المغربي إلى أن الملك محمد السادس أعطى أوامره للجيش بالتدخل بالآليات والمروحيات، وأشار: “تم تعبئة فرق الإنقاذ، سواء الطبي أو المدني، وكل هذا تجند بالآليات المتاحة”.
ونوه: “نحن بانتظار الدعم الدولي، والمساعدات من الأشقاء والأصدقاء، وسمعنا كل ما عبّرت عنه الدول من تضامن من أجل إنقاذ الشعب المغربي”.
آخر المستجدات
والأحد، أعلن التلفزيون الرسمي المغربي، الأحد، أن عدد قتلى زلزال المغرب الذي ضرب البلاد ساعة متأخرة من مساء الجمعة، ارتفع إلى 2122 شخصًا بينما أصيب 2421 آخرون.
وقالت الوزارة في بيان “في حصيلة مؤقتة، إلى حدود الساعة الرابعة عصرا (15,00 ت غ)، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2122 شخصًا، وعدد الجرحى 2421”.
وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351) جنوب مراكش حيث تم تحديد بؤرة الزلزال.
ويمتد في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
وسجل تضرر أكثر من 18 ألف أسرة في هذا الأقليم من الزلزال، وفق ما أفادت قناة “ميدي 1 تي في” التلفزيونية العمومية، حيث نصبت خيام لإيوائها في المناطق المنكوبة.
وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات “تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة”.