فيضانات ليبيا.. آلاف المفقودين وحقيقة موجعة
جرفت مياه السيول والفيضانات في درنة الليبة معها عقوداً من الإهمال لتضع حكومتي الشرق والغرب المتنافستنين أمام الحقيقة الموجعة والكارثة المهولة التي ساهمت فيها سنوات الفوضى والانقسام السياسي،
فكل المعطيات والتقارير تشير إلى أنه كان بالإمكان تفادي الفاجعة التي أودت حتى الآن بحياة مايزيد عن 5 آلاف شخص وشردت أضعافهم بينما لايزال الآلاف في عداد المفقودين،
تسبّبت الفوضى السائدة في ليبيا بعدم إيلاء البنى التحتية الحيوية الأهمية اللازمة، ما ساهم في انهيار سدّي درنة في الشرق نتيجة عاصفة وفي فيضانات مدمرة اجتاحت المدينة ومحيطها في بلد تتنافس فيه حكومتان على السلطة ويشهد انقسامات عميقة، وفق محللين وسياسيين.
وتحكم ليبيا، التي دمرتها الانقسامات السياسية منذ سقوط القذافي في العام 2011، حكومتان متنافستان، واحدة في طرابلس (غرب)، معترف بها من الأمم المتحدة ويقودها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وأخرى في الشرق، تابعة لمعسكر المشير خليفة حفتر.
وتصاعدت وتيرة الخلافات السياسية مرارا وتكرارا وأفضت إلى قتال دام مرارا. لكن منذ العام 2020 تم احترام قرار وقف إطلاق النار إلى حد كبير.
كان هذا محور حلقة اليوم، من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
كارثة صحية
قال رئيس مجموعة العمل الوطني للدراسات خالد الترجمان، قال” إن الوضع صعب جداً في دنرة خاصة أن الجثث تتحلل بسرعة بمفعو المياه، والروائح تنتشر”.
وأضاف “مستشفى شيحة استقبل كل الجثث، وتم تعقيم المنطقة المحيطة بالمستشفى وتعقيم المستشفى بالكامل، ونتعامل بالدفن الجماعي، والآن نأخذ العينات ويتم حفظها وترقيم الجثامين في أكياس الجثث، لمعرفة هذه الأرقام”.
وأكد الترجمان ” هناك أسرة كاملة مؤلفة من 35 شخص قد ماتت، وهناك عائلات بكاملها جرفتها السيول بالكامل”.
سدي درنة
قال خبير الاستراتيجيات والسياسات المائية رمضان حمزة، “هناك تغيير كبير حصل في مفهوم بناء السدود واختيار مواقعها، استنادا على معطيات التكنولوجيا الحديثة في مواد البناء، إضافة إلى معطيات تغيرات المناخ”.
وأضاف” أنصح ببناء سدين ولكن في منطقة أخرى، وذلك بعد إجراءات جيولوجية وهيدرولوجية من قبل أساتذة وخبراء، وبمشاركة الخبرات العالمية”..
ضربت العاصفة دانيال الأحد عدة مناطق في الشرق الليبي، ولا سيما منطقة درنة، وهي مدينة ساحلية يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، ما تسبب في انهيار سدين تم بناؤهما في سبعينات القرن الماضي بسبب ضغط الأمطار الطوفانية، مما أدى إلى تشكل سيول جارفة وفيضانات أودت بالآلاف.
كما تسببت هذه الأمطار في تدمير أحياء بكاملها وجرفها نحو البحر الأبيض المتوسط.
وعلى الرغم من أن الكارثة وقعت في منطقة خاضعة لسيطرة المعسكر الشرقي، إلا أن الدبيبة، الذي يتخذ من الغرب مقرّا له، اعتبر الخميس ان ما حصل سببه “ما تم تخطيطه في السبعينات والذي لم يعد كافيا اليوم بالإضافة إلى الإهمال الزمني ومن آثار السنوات”.
وقال خلال اجتماعه مع الوزراء والخبراء إن “هذه احدى نتائج الخلافات والحروب والأموال التي ضاعت”.