أطفال دير الزور بين مطرقة المدارس العامة وسندان مدارس إيران
على مدار العقودِ الماضية، سعت إيران في تغيير الهوية السورية ضمن مشروع تنفذه، حتى قبل توسع نفوذها بعد الصراع المسلح عام 2011، عن طريق بناء المدارس الفارسية والمراكز الثقافية والدينية.
لكن بعد عام 2011 عندما أحكمت سيطرتها على الدولة عن طريق الاتفاقيات التي وقعتها مع الحكومة السورية ونشر ميليشياتها في أرجاء البلد، حيث زادت من عدد المدارس، مستغلة دمار مدارس سورية أثناء الحرب، ونقص التمويل المالي.
وهذا ما حذر منه المرصد السوري لحقوق الإنسان في العديد من تقاريره، فهل نجحت طهران في تهيئة جيل موالٍ لها أم أن مازالت هناك إمكانية للتصدي لمشاريعها تلك، وكيف؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
التشيع الإيراني
وحول هذا الموضوع، قال الأمين العام لمجلس محافظة دير الزور، د. حمزة موسى المحيمد، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “المصدر الرئيسي لأموال إيران التي تقوم بصرفها في سوريا، هو تجار الكبتاغون، وهي تُشكل أكثر من 85% من تجارة المخدرات في العالم، وهي ليست تجارة قليلة، فهي تدر أموالًا مهولة جدًا”.
وأضاف المحيمد في معرض حديثه: “ميزانية النظام السوري وإيران من تجارة الكبتاغون، تجاوزت في العام المُنصرم 54 مليار دولار، أي ما يُعادل 4 أمثال ميزانية سوريا قبل الثورة”.
وتابع الأمين العام لمجلس محافظة دير الزور: “يُوجد آبار نفط تعتمد عليها إيران في تعزيز أموالها بجانب مناجم الفوسفات والذهب”، مشيرًا: “تجني إيران تلك الأموال ثم تقوم بصرفها من أجل تحسين صورتها، ونشر التشيع وبناء جيل من الأبناء السوريين يستصيغ فكرة قتل أبناء السُنة، وهذا هو هدف إيران الأول الذي تسعى إليه”.
إغراء الأطفال
ومن ناحيته، قال الكاتب الصحافي، عهد الصليبي، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن“، إن:”إيران لم تُحقق أهدافها في دير الزور، التي تنشدها منذ عشرات السنين”.
ولفت: “ربما تُحقق إيران هدفها ولكن على المدى البعيد، حيث ستعمل على نقل هؤلاء الأطفال من مدرسة إلى أخرى، مع ترسيخ الثقافة الشيعية في عقولهم”.
وتابع: “قد تتمكن إيران من تحقيق ما تريده من من خلال استغلال الجانب المادي لديها، وكذلك إغراء الأطفال من خلال الرحلات الترفيهية”.
وفي ظل الأزمة السورية المتواصلة والاشتباكات بين حين وآخر في دير الزور ومع عودة الطلاب إلى المدارس التي تفتقر للأساسيات، وقع أطفال دير الزور بين مطرقة المدارس العامة وسندان المراكز الإيرانية، حيث تعاني مناطق المحافظة الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها من فساد وسوء تعليم، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن ذلك ناتج عن “نقص الكوادر التعليمية نتيجة تدني الرواتب وارتفاع الأسعار بشكل عام، مما دفع بالبعض لتقديم الاستقالة واللجوء إلى التدريس الخصوصي أو الهجرة”.
وتضم غالبية المدارس أشخاصًا فاسدين في المجال التعليمي دون محاسبة ومساءلة بسبب قربهم من متنفذين، إضافة إلى ضعف البنية التحتية بسبب القصف الممنهج لقوات النظام والقوات الروسية على المدينة عام 2017، حيث أدى القصف لتدمير عدد كبير منها، في حين تفتقر تلك المدارس للمرافق الأساسية مثل قاعات الدروس الملائمة والمختبرات العلمية والمكتبات.
ويلجأ بعض الأهالي لـ”تسجيل أبنائهم بالمراكز التعليمية الثقافية التابعة للميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، بسبب الاهتمام الكبير بالجانب التعليمي للطلاب وتوزيع الجوائز القيمة عليهم، إضافة إلى الرحلات الترفيهية والتي لا يجدونها في مدارس النظام، دون معرفة عواقب تلك الدروس التعليمية الفقهية الإيرانية”، وفقًا للمرصد.