فرنسا تقرر الانسحاب من النيجر بشكل كامل
في أحدث انتكاسة لباريس التي سبق طردها من مالي وبوركينا فاسو، ما أنهى عقدا من التدخل العسكري لمكافحة الإرهابيين في المنطقة، وكرس على ما يبدو سلطة الانقلابيين في النيجر الذين يواصلون احتجاز الرئيس محمد بازوم، الحليف الأخير لفرنسا في منطقة الساحل،
بعد صراع قوي على مدى أسابيع بين باريس والنظام العسكري الذي تولى السلطة قبل شهرين إثر انقلاب، أعلن ماكرون الأحد أن سفير بلاده في النيجر سيعود “في الساعات المقبلة” إلى فرنسا وأن القوات الفرنسية ستغادر هذا البلد بحلول نهاية العام، وهما مطلبان للعسكريين منذ عدة أسابيع.
ورحب الكثير من النيجريين في شوارع العاصمة بهذا القرار.
ليبقى السؤال في أي سياق يأتي هذا الموقف الفرنسي اليوم.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
مصالح مشتركة
حول هذا الموضوع، قال المحلل السياسي عبدالغني العيادي، “هناك اتفاقات دولية تم عقدها قبل وصول المجلس العسكري للحكم، ولم يأخذ بعد شرعيته السياسية، وهو لليوم غير معترف به وهناك اتفاقيات يجب احترامها وهناك مصالح مشتركة بين فرنسا والنيجر والقارة الأوروبية، حتى عندما قال الرئيس الفرنسي نحن نضع حداً للاتفاقيات الدفاعية ولم يتحدث عن بقية الاتفاقيات”.
وأضاف “اليوم هو تحرك على رقعة شطرنج، إن كان هناك تحركات للخلف أو تراجع هذا لا يعني أنه انهزم بل هو يمهد لخطواته المستقبلية، والخطوات المستقبلية تؤكد أن هناك تغلغل حقيقي من طرف الصين، وفرنسا استيقظت متأخرة وكأنها لم تكن ترى الاستثمارات الكبيرة التي كانت تقوم بها الصين، فقد استدانت إفريقيا المليارات من الصين”.
وأكد “فرنسا لا تدافع فقط على حصتها من اليورانيوم، وإلا فيجب أن نُشير إلى ما تقوم به شركة توتال مع البترول التي لا تعرف عنه الدول الإفريقية شيئا، وهذا يعني أن هنالك علاقات وهناك ارتباطات على المستوى الشعبي، فهناك علاقات كبيرة مع الدول، ولن تٌقطع هذا العلاقات بشكل مطلق”.
فرنسيين متبقيين في إفريقيا
قال المحلل الأمني والسياسي إبراهيم مطر، “عملية برخان، يمكن أن نقوم بها بعد أن تخرج القوات من مالي، وما أراه أن فرنسا محتاجة للقارة الأفريقية والعكس صحيح، وهناك أمرين، وهي أن فرنسا تعامل إفريقيا كالند فتأخذ الموارد وتقوي الشركات المشغلة بتشغيل المراكز الصحية وبناء المدراس”.
وأضاف “الرئيس ماكرون أشار بخطابه بانسحاب الفيرنسيين وأضاف أنه سيسحب قواته لأن النيجر لا يريد مكافحة الإرهاب، ومكافحة الإرهاب هي عمل عالمي وهو تنسيق عالمي، وبرخان قامت بواجبات عدة في مالي، وبرخان الآن في مرحلة خطيرة جداً”.
لم تسجل أي حركة خاصة تدفع للاعتقاد بأن السفير سيلفان إيتيه غادر البلاد.
وأضاف “يقولون إنهم يساعدوننا (لكن) لم نلحظ أي تغيير” في إشارة إلى وجود حوالى 1500 جندي فرنسي في النيجر في إطار مكافحة الإرهابيين.
وقبل انقلاب 26 تموز/يوليو كانت النيجر أحد آخر حلفاء باريس في منطقة الساحل. ويأتي انسحاب الجنود الفرنسيين الـ1500 المتمركزين في هذا البلد، في أعقاب اضطرار القوات الفرنسية إلى الخروج من مالي وبوركينا فاسو بضغط من العسكر الذين تسلموا الحكم في هذين البلدين.