رجال لا يقبلون بكلمة لا.. ارتفاع نسبة العنف ضد النساء في مصر
شهدت مصر خلال هذا الأسبوع فقط 3 جرائم بشعة راح ضحيتها 3 سيدات، الأولى قتلت برصاص زميل رغب في الارتباط بها، والثانية قتلها خطيبها السابق، والثالثة قتلها طليقها بدعوى الشك في سلوكها رغم انتهاء علاقتهما.
تشهد مصر زيادة في حوادث العنف ضد النساء في الآونة الأخيرة، والتي تتراوح بين الاعتداءات والقتل، وتعود أسباب هذه الحوادث إلى قضايا الحب والزواج والانفصال، وغالبًا ما يكون القاتل هو الشريك السابق أو الرفيق الحالي للضحية.
وبحسب آخر احصائيات منظمات المجتمع المدني وثقت أكثر من 77 حالة قتل لنساء من أعمار مختلفة خلال النصف الأول من العام الحالي فقط.
بلغ إجمالي عدد جرائم العنف ضد النساء في العام الماضي نحو 1006 جرائم، بما في ذلك جرائم القتل والاغتصاب والضرب والتحرش والابتزاز الجنسي والانتحار، ويرى عدد من خبراء علم النفس والاجتماع أن تفاقم هذا نوع من الجرائم يعبر عن مشاكل عميقة في المجتمع المصري، في حين يطالب كثيرون باتخاذ إجراءات صارمة وتعزيز التشريعات والقوانين التي تحمي حقوق المرأة وتعاقب على الجرائم ضدها.
كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”
شفافية الأرقام
حول هذا الموضوع، قالت جيلان جابر العضو في المجلس القومي لشؤون المرأة العربية ” السبب وراء هذه الجرائم هو ثقافي وجهل فنحن في مجتمع غير منفتح بالاضافة لوجود تيارات متشددة كثيرة جعلت المرأة كأحد الجواري في نظرهم، لإنها فقط امرأة، وهذه ثقافة متشددة ومتخلفة، جعلت المرأة كإحدى “الجواري”، وهذه ثقافة تحكمت كثيرا بالمجتمع خصوصا عندما يكون المجتمع قابل للتحكم بسبب الوضع الاقتصادي، والتدخل في المناهج الدينية، التي لم تعالج مشكلة أن المرأة في تساوي مع الرجل، إلا مؤخراً وهذه كانت إرادة سياسية ووطنية وتحتاج إلى علاج أكثر بسبب تراكم ثقافات قديمة”.
وأضافت “ما يحدث اليوم سببه أن العقاب غير كافي والمعالجة الدرامية والإعلامية غير كافية لتحجيم هذا السلوك لمنعه وفرض عقاب أكبر، ويجب معالجته ليس فقط نفسيا بل يجب معالجته اجتماعيا أيضاً”.
تقبل الرفض
حول هذا الموضوع قالت الدكتورة الاستشارية في الطب النفسي دينا ناعوم “يجب أن نشرح أكثر ظاهرة الانتقام وهي ثقافة تختلف حسب ثقافات المجتمع، في الولايات المتحدة وأوروبا يعتمدون على الثقافات الفردية، فهم ينتقمون عندما تسيطر عليهم مشاعر الغضب والعنف، أما بالنسبة للثقافة الإفريقية، فيتحرك مفهوم الانتقام عندما تغلب مشاعر العار أو الخجل”.
وأضافت “فكرة الخجل والعار في البيئة المصرية أو العربية تجعل الرجل غير متقبل لفكرة الرفض، ما يجعل الرجل يتحرك نحو الانتقام، فالدرجة الأخيرة من هذا النوع من الصدمة هي القتل، وتعاطي المخدرات لها عامل كبير، إضافة إلى أن فكرة الرفض المجتمعي للرجل في مصر والثقافة العربية بشكل عام، قائمة على تربية الرجل التي تقضي بأن الرجل الذي يختار والمرأة يجب ان توافق، فيتعرض للصدمة عند رفضها قراراته، وهذا الشعور له علاقة بالخذلان وأنه مرفوض”.
واقعة أليمة استيقظت مصر عليها صباح الأربعاء، بعد مقتل موظفة داخل جامعة القاهرة رميًا بالرصاص، وذلك على يدِ زميلٍ لها.
وبحسب التحريات، فإن نورهان حسين مهران (32 عامًا)، والتي تعمل موظفة في كلية الآثار بجامعة القاهرة، كان الجاني قد تقدم لها قبل سنوات، ويُدعى أحمد ح. (35 عامًا)، وهو يعمل أخصائيًا برعاية الشباب لدى كلية الزراعة. بينما رفضته مبدية له أسبابها
ومن ناحيته، لم يتقبل الجاني الأمر، فيما كان يُحاول مضايقتها وإزعاجها، من أجل موافقتها للزواج منه.