هل تصل فجوة الخلافات بين روسيا وأرمينيا إلى مرحلة القطيعة؟
ترتبط كل من أذربيجان وأرمينيا تاريخيا وسياسيا بالاتحاد السوفيتي لغاية انفراط عَقده في التسعينيات لكن تفكك الاتحاد لم يغير من النظرة الروسية للبلدين الراغبة بتحييدهما عن الغرب.
لكن الصراع بين باكو و يريفان على إقليم قره باغ والتداخلات الدولية في تلك المنطقة لم تسمح لروسيا ببسط نفوذها هناك خاصة أرمينيا التي بدأت تتخذ موقفا مغايرا و تبتعد شيئا فشيئا عن روسيا لصالح الغرب بعد مواقف سلبية تجاهها
فهل تخلت روسيا عن جنوب القوقاز أم أجبرتها أمريكا على ذلك وهل يثبت التخلي المفاجئ لروسيا عن أرمينيا أنها ليست حليفا موثوقا؟
كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”
أوكرانيا جديدة
حول هذا الموضوع قال مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية رضوان قاسم “نرى الآن المظاهرات التي نشهدها لاسقاط رئيس الحكومة وهذا دليل واضح على أنه هناك اختلاف كبير بين رأي الشارع الأرميني وقيادته، ومن ناحية أخرى الصراع القائم بين إيران والولايات المتحدة وروسيا أيضاً، بأكثر من منطقة وهذا ما يصعب الموقف، واليوم عندما تنتقل الولايات المتحدة إلى هذه المنطقة من أجل أرمينيا فهذا سيصعب الموقف أكثر وأكثر، خاصة أن المصلحة التي تستفيد منها أذربيحان هي تدخل هذه الدول وهذا ما سيبعد أرمينيا عن روسيا”.
وأضاف ” ما نراه من خلال الدول المجاورة فأنهم لن يسمحوا بالتدخل المباشر لهذه الدول بالداخل الأرميني لأنه سيشكل خطر على عديد من الدول، خاصة أن هناك رؤية للولايات المتحدة تسعى لأن تكون على بحر قزوين وهذا سيشكل تهديدا لتركيا، وهذا سيزيد التوتر بين تركيا والدول الغربية”.
وأكد “أرمينيا سيطرت على الكثير من المناطق التي كانت تحت السيطرة الأذرية، وفيما بعد تراجعت بناء على الدعم التركي ولم تحرك روسيا ساكنا وهذا تعتبره أرمينيا نقطة سوداء تجاه روسيا وحاولت أن ترد الاعتبار لها بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.
حرب مفتوحة
وقال الكاتب والمحلل السياسي شيخ علي علييف “أذربيحان من البداية تخاف من تحول أرمينيا إلى منطقة صراع للقوى الكبرى، وحتى حذرت عدة مرات أرمينيا من مغبة هذا الصراع وناشدتها إلى الجلوس معها ومساعدتها دون تدخل خارجي، لكن للأسف الشديد نحن رأينا ولانزال نرى أن أرمينيا تسعى إلى تطويل المشاكل وجلب البعثات الأوروبية وفرنسا وبعض الدول الأوروبية إلى المنطقة”.
وأضاف “أذربيجان طالبت أرمينيا بتفيذ القرارات الأربعة الصادرة عن مجلس الأمن من أجل سحب قواتها المسلحة من قره باغ الأذربيجانية، ولم تنفذ ذلك”.
وأكد “الممول للمسلحين في قره باغ هم أرمينيا، ومعهم الجنسية الأرمينية والجواز الأرميني، وبعد انهزامهم في قره باغ بدأو مغادرة أذربيحان إلى موطنهم في أرمينيا، كما أن أرمينيا تقول أشياء كاذبة لتضليل المجتمع الدولي، وهؤلاء الأشخاص وأسلحتهم وصلوا من أرمينيا وحتى ألغامهم من صنع أرمينيا أيضًا”.
وفي نفس السياق قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء خلال زيارة تجريها لأرمينيا إن باريس أعطت موافقتها على تسليم معدات عسكرية للدولة الصغيرة الواقعة في جنوب القوقاز.
وأشارت كولونا في تصريح للصحافيين في يريفان عقب محادثات أجرتها وقالت إنها تطرّقت إلى ملفي الأمن والدفاع، إلى أن “فرنسا أعطت موافقتها على إبرام عقود مستقبلية مع أرمينيا تتيح تسليم معدات عسكرية لأرمينيا لتمكينها من الدفاع عن نفسها”.
ولم تحدد كولونا نوع المعدات لكنها أكدت أن باريس ستتصرف “في هذا المضمار بحس المسؤولية لكلا الجانبين ودون أي نية في التصعيد”.
وشددت على أن أذربيجان بفضل عائداتها النفطية والدعم التركي “لم تتوقف عن التسلح لاتخاذ خطوات”.