حرب غزة.. وساطات دولية لحل أزمة الرهائن فهل من مُجيب؟
نجحت في السابق وساطات عربية وغربية عديدة في حسم صفقات تبادل الرهائن بين حركة حماس وإسرائيل لكن يبدو أن طريق الوساطة المصرية والقطرية وبرعاية أمريكية هذه المرة للتفاوض على تبادل الرهائن من النساء والأطفال من الجانبين ليس معبدا لأسباب عديدة منها هجوم حماس الكبير وردة الفعل الإسرائيلية والتي تُعد الأقوى والأخطر منذ عقود بسبب ارتفاع عدد الرهائن مع عدم اتضاح رؤية ومطالب كل طرف من الطرفين.
فيما أكّد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران الاثنين أنّ “لا مكان حالياً” للتفاوض مع إسرائيل حول تبادل للأسرى في ظلّ استمرار “العملية العسكرية” ضدّ إسرائيل.
وقال بدران في تصريح في الدوحة إنّ “العملية العسكرية ما زالت مستمرة بقيادة كتائب القسام والتي تواصل الدفاع عن شعبنا وبالتالي لا مكان حالياً للتفاوض على قضية الرهائن أو غيرها”.
وهنا نسأل ما هي فرص نجاح الوساطة العربية؟ وهل تملك أوراقا للضغط على الطرفين في ظل استمرار تعنتهما؟
كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”
استعادة الثقة
حول هذا الموضوع قال أستاذ العلوم بجامعة السويس الدكتور سعيد الزغبي ” نريد أن نتكلم أن هذا الموضوع يشبه نظرية كرة الثلج البيضاء، فهي تنزل من الجبل وتحمل القضايا والعقبات، حتى تصبح كرة كبيرة ويصعب تحطيمها، وكذلك الأزمة الفلسطينية، التي حذر منها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مراراً وتكراراً من العقوبات الموجودة على الأخوة الفلسطينين وتراكمت هذه الأحداث والتي أصبحت كبيرة جداً”.
التهديد بالرهائن
حول هذا الموضوع قال الباحث والمحلل السياسي مبارك آل عاتي “أن التهديد بقتل الرهائن خطأ كبير جداً ويتنافي تماماً مع القيم والمبادئ العربية، ويتنافى أيضاً مع أخلاقيات الحرب ومع متطلبات الوضع الاستراتيجي للحركة ولقطاع غزة، وخاصة أن اليوم المجتمع الدولي بأكمله مع الجيش الإسرائيلي في تجييشه من قبل الإعلام الإسرائيلي، وقد استغلوا مثل هذه تصريحات وتصدر وكالات الأنباء والصحف الكبرى”،
وأضاف “أعتقد أنه من صرح هذا التصريح فقد ارتكب خطأ كبيراً، وخسر الموقف الفلسطيني الكثير جراء التصريح الغير المسبوق، لذلك عندما نرى حاملات الطائرات الأمريكية وطواقم تابعة لها، إضافة للقوات البريطانية والفرنسية اللي ستأتي تباعاً وأعلنت مبرراتها عندما قالت أن هناك أسرى وقتلى، فهم يريدون أن يبررون هذه الخطوة بسبب إعلان حماس الغير مسؤول”.
وكانت إسرائيل قد أعلنت مقتل 800 شخص على الأقل في إسرائيل منذ بدء هجوم حركة حماس، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وردّت إسرائيل على الهجوم بقصف قطاع غزة حيث قتل ما لا يقلّ عن 687 فلسطينيًا، وفقا لبيانات وزارة الصحة هناك.
ولا زالت ارقام الضحايا والمصابين في الطرفين في ازدياد مستمر.
وتسبّب القصف بنزوح أكثر من 120 ألفا من أصل 2,4 مليون نسمة يعيشون في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ أكثر من 15 عاما.