الحرب في غزة تتصاعد لليوم السابع

أثار تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس، وتجهيز تل أبيب لهجوم واسع على قطاع غزة، العديد من التساؤلات بشأن تداعيات زيادة حدّة الصراع على ملف عملية السلام في الشرق الأوسط خصوصاً بعد أن استبشرت المنطقة خيراً بتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي قالفيها إن المملكة قريبة من اقامة علاقات مع إسرائيل.

لكن هجوم حماس الأخير وماتبعه من رد إسرائيلي هو الأعنف على قطاع غزة منذ سنوات خلط الأوراق من جديد، ولم يحدث من قبل أن كانت الملفات الإقليمية مترابطة على هذا النحو، فحماس تقول إنها مستعدة لحرب طويلة وكذلك تل أبيب، واللافت أن هجوم حماس وحّد المعارضة في إسرائيل لصالح حكومة طوارئ تقود المرحلة الحالية وسط توقعات باجتياح بري لغزة سينتج عنه تداعيات كبيرة قد تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد فهل يمكن إنقاذ عملية السلام بعد ما حصل؟

كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن

احتمالات كثيرة وخطيرة

حول هذا الموضوع قال الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات محمد منصور ” الآن نقف أمام احتمالات وجمعيها خطيرة على المنظومة الأمنية العربية وعلى القضية الفلسيطينة بشكل عام، وهذا ما حذرت منه مصر أمس، والآن نتحدث عن سيناريو التدخل البري، سواء كان تدخلاً محدوداً أو تدخلاً واسعاً، أو حتى ضربات مستمرة نحن نرى قصف لم يسبق له مثيل على قطاع غزة وضحايا تسقط يومياً وفي كل ساعة، وبالتالي جميع هذه السيناريوهات إن كانت مستمرة أو تغيرت على حسب الأولوية الإسرائيلية في هذا التوقيت، لكنها تؤدي في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل”.

مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة.. مافرص تهدئة الأوضاع؟

وأضاف ” القضية الفلسطينية كانت في مرحلة الستينات والسبعينات في مرحلة الكفاح المسلح، حيث كانت التدخلات الإقليمية هي في الأساس تدخلات عربية، سواء التواجد الفلسطيني في لبنان أو في المراحل الأخرى، لكن لآن وبعد مرحلة التواجد الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والحكم الذاتي بدأت التخلات تأخذ شكلا مختلفا جديدا نراه الآن، بمعنى أن المعركة في غزة، امتداداتها تتعدى بكثير جداً منطقة الشرق الأوسط، إلى حتى القوى الكبرى، حيث نرى تحرك قوى كبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، تتحركان بشكل سريع ولايمكن مقارنته بتحركات عام 2021″.

مستقبل عملية السلام

حول هذا الموضوع قال مساعد رئيس تحرير صحيفة “أخبار” جيلاني الشمراني ” باعتقادي حماس قدمت هدية وأنقذت نتنياهو وأنقذت الشارع الإسرائيلي من الانقسام حاصل، ولا أعلم ما السبب وما الداعي لهذا التصعيد الذي لن يستطيعوا مواصلته، ونحن مع القضية الفلسطينية، والسعودية والجامعة العربية منذ الأزل، لكن ما حصل مؤخراً خلط الأوراق، وإن تكلمنا عن إسرائيل فليس هناك قوى متوازنة، نتكلم عن دولة تحارب بجيشها منظمة، وحاصرت شعب، فكيف للسجان أن يتهم سجين بأنه يخشى منه؟”.

مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة.. مافرص تهدئة الأوضاع؟

اليوم الأوراق اختطلت والحرب طويلة فقد تسببت حماس في مجازر للشعب الفلسطيني غير مبررة، ولايمكن لقيام فلسطين دون أن تتوحد لا يمكن أن تتواجد السلطة الفلسطينية وحماس في البلاد.

وأضاف ” غزة مسجونة، منذ سنين فإسرائيل تتحكم بالمعابر والمياه والكهرباء، فشعب غزة مسجون وإسارئيل اليوم وجدت مبررا ودعماً من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، وعدد سكانهم نصف مليار،  هل تدعمون قضية أم تريدون أن تبيدون شعب؟ ونعلم أن ما فعلته حماس خطأ، لكن لننظر إلى القضية بشكل أوسع، لأن فلسطين معزولة ولا تتمتع بسيادة”.

فيما حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس من انخفاض خطير في الإمدادات الحيوية في قطاع غزة بعد أن فرضت إسرائيل حصارا شاملا على القطاع في أعقاب هجمات دامية شنتها حركة حماس.

وقال بريان لاندر نائب رئيس قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي الذي مقره روما “إنه وضع رهيب في قطاع غزة نشهد تطوره مع محدودية الإمدادات من الغذاء والمياه ونفادها بسرعة”.

إسرائيل التي تريد رد اعتبارها تقصف قطاع غزة بشكل مكثف ومتواصل للضغط على حركة حماس للاستسلام وتسليم الرهائن.

وهنا السؤال كيف ستتعامل حركة حماس مع الضغط الشعبي الذي تعيشه هل وضعت بحساباتها مرحلة ما بعد العملية التي نفذتها وهي القصف الإسرائيلي والحصار على القطاع