خبير: اتهام مشاهير بـ “الخيانة” لعدم إعلان مواقفهم تجاه حرب غزة يعكس أفكارًا متطرفة
على مدار الأيام الماضية وتحديدًا منذ بدء حرب غزة، دار نقاشًا موسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول مدى إمكانية تعبير المشاهير عن آرائهم السياسية، والاصطفاف لجهة على حسابِ أخرى.
وحول هذه النقطة، ينقسم الناس على مواقع التواصل بين من يرى أن من واجب المشاهير أن يبدون آرائهم السياسية خاصة في القضايا التي تحمل بعدًا إنسانيًا لأن الحياد فيها “خيانة”.
وفي المقابل، يرى آخرون أن السياسة تفسد ما تصلحه الرياضة والفن والثقافة ومن غير المنطقي أن يزج المشاهير القريبين من قلوب الناس في عالم السياسية، الذي تتحكم به المصالح وتغيب عنه الإنسانية والضمير، مؤكدين أن: “تعبير المشاهير عن آرائهم يعني خسارةً لطيف كبير من جمهورهم”.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
متى يجب إعلان المواقف السياسية؟
وفيما يخص هذا الموضوع، وما إذا كان يتوجب على الرياضي أو غيره إعلان مواقفه السياسية، قال رئيس تحرير موقع “يلا كورة”، كريم سعيد، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “الفيصل في هذا الأمر يعود إلى الشخص (الرياضي) نفسه”.
وتابع: “لابد أن نسأل أنفسنا أولًا: هل هذا الرياضي أقحم نفسه بأي نوع من القضايا السياسي خارج المستطيل الأخضر في أي وقتٍ سابق؟”.
وواصل سعيد في معرض حديثه قائلًا: “إذا قام الشخص الرياضي أو أي مشهور في إعلان مواقفه السياسية بوقت سابق حتى وإن كان تجاه قضايا بسيطة، إذن يتوجب عليه الإعلان عن مواقفه إزاء كل موقف يمر به، ويُصبح مُطالب بالتعقيب والتعليق”.
رفض الإساءة
وردًا على الإساءة للمشاهير ممن لا يكشفون عن مواقفهم تجاه بعض القضايا، علّق الخبير في الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، بالقول: “هناك الكثير من المواقف التي رأينا خلالها مهاجمة بعض الشخصيات العامة والمشاهير لمجرد أنهم لا يُعلنون مواقفهم إزاء بعض القضايا، ويصل الأمر إلى اتهامهم بالتخوين والتكفير وهذا أمر مرفوض تمامًا”.
وأكد: “عندما نقوم بتخوين شخص ما لمجرد أنه لا يُعبر عن آراءه السياسية تجاه بعض القضايا – مثل ما يحدث في غزة -، فنحن نبيح لأنفسنا محاكمته، وهذه طريقة تعكس أفكارًا متطرفة”.
كما لفت البرماوي إلى أنه: “من غير المنطقي تخوين وتكفير المشاهير لهذه الأسباب، يُمكن الانتقاد والرفض، لكن من دون ارتكاب مخالفات وجرم بحق المشاهير”.
حرب غزة
والاثنين أعلن المكتب الحكومي لحركة حماس أن 2808 فلسطينيين على الأقل قتلوا وأصيب 10850 آخرين منذ أن شنت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، في الـ 7 من شهر أكتوبر الجاري.
وقُتل عشرات الأجانب أو جرحوا أو احتجزوا رهائن لدى حماس منذ الهجوم الذي شنّته الحركة السبت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل حيث وقع منذ ذاك الحين أكثر من 1400 قتيل، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مكثّف على قطاع غزة.
وبحسب تعداد لوكالة فرانس برس أكدته سلطات مختلف البلدان المعنية، قُتل حوالى 160 مواطنا أجنبيا يحمل العديد منهم الجنسية الإسرائيلية أيضًا.