حرب غزة أثبتت ضعف دور الأمم المتحدة في حل الصراعات
أعلنت الأمم المتّحدة مساء الإثنين أنّ ستّة من موظفي الأونروا قُتلوا في قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وقال مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) في بيان إنّ الحصيلة الإجمالية للقتلى في صفوف الأونروا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر ارتفع إلى 35 قتيلاً.
كيف لأهم وأكبر منظمة عالمية أن تحمي العزل وتحافظ على حقوقهم أثناء الأزمات والصراعات وهي لم تقوى على حماية موظفيها؟
وكيف لأهم منظمة عالمية وكانت لها مواقف شديدة تجاه قضايا أخرى مثل الحصار على العراق في التسعينات أن تكتفي بالتنديد والمطالبات بوقف القصف على قطاع غزة وفتح الممرات وإدخال المساعدات ولم تنجح؟
كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”
مواقف الأمم المتحدة
حول هذا الموضوع قال وزير الخارجية الأردني الأسبق الدكتور جواد العناني “قطعاً المواقف التي عبر عنها الأمين العام للأمم المتحدة، ليس هناك ما يشوبها، فقد دعا لوقف الحرب واتهم إسرائيل بارتكاب أعمال عدوانية عنيفة، وحمل في نفس الوقت حماس بعض المسؤولية في أنها بدأت هذا الصراع وقتلت مدنيين”.
وأضاف “الأمم المتحدة تمسك العصا من الوسط، وأتى الأمين العام إلى رفح ليساهم ويقول أنه يقف وراء الدعم والمساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى قطاع غزة، لكن دور الأمم المتحدة الأساسية كمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها، ليست منظمات إنسانية، فهناك منظمات أخرى مثل اليونيسيف وغيرها، لكن البعد السياسي ضعيف جداً ولم يستطيعوا تمرير أي قرار، والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استعملوا الفيتو على القرارات التي طالبت بإنهاء القتال”.
دور الأمم المتحدة يتلاشى
حول هذا الموضوع قال الباحث والمحلل السياسي مبارك آل عاتي “القناعة لدى كل الدول بوجوب إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فهناك قناعة تامة أن هناك ضعف واضح وملموس لدى العامة قبل النخب لكن كلها تعتمد على كل من سيحمل شعلة الإصلاح، فكل دولة من الدول الكبرى تطلب من الدول الأخرى بأن تتحمل رغم أنها هي المستفيدة”.
وأضاف “لدينا الآن صندوق النقد الدولي وهي من المنظمات الدولية الفاعلة والدول العربية من الدول الداعمة، رغم التحفظ على بعض بنود عمل الصندوق أو البنك، لكن يمكننا ترحيل آلية عمل هذا المجلس على مجلس الأمن الدولي، إذا كان الأكبر عددا والأقوى يمنحني حق الفيتو”.
وفي سياق أخر، نبهت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الثلاثاء إلى أنها ستضطر إلى التوقف عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة الأربعاء إذا لم تتزود بالوقود.
وقالت الأونروا على موقع إكس “إذا لم نحصل على الوقود بشكل عاجل، فسنضطر إلى وقف عملياتنا في قطاع غزة اعتبارًا من ليلة الغد”.
🔺According to Ministry of Health, over 5,000 people have been killed in📍#Gaza since 7 October – including 2,055 children.
🔺@UNRWA will run out of fuel TOMORROW night – forcing us to halt operations and delivery of humanitarian aid to people in need.https://t.co/CdFUVTHGrO pic.twitter.com/TM4sgX5Msw
— UNRWA (@UNRWA) October 24, 2023
ودقت وكالة الإغاثة ناقوس الخطر بشأن نقص الوقود، الذي يستخدم لتشغيل الخدمات الحيوية في غزة مثل المستشفيات التي تعتمد على مولدات الكهرباء.
وقالت جولييت توما مديرة الاتصالات في الأونروا لوكالة فرانس برس “الوقت ينفد، نحن بحاجة ماسة إلى الوقود”.
وذكرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن “ستة مستشفيات في جميع أنحاء غزة أغلقت بالفعل بسبب نقص الوقود”.
وأضافت المنظمة “أنها تمكنت من إيصال إمدادات محدودة بدعم من الأونروا إلى أربعة مستشفيات الاثنين (…) مع ذلك، فإن هذا يكفي فقط لإبقاء سيارات الإسعاف ووظائف المستشفى الحيوية تعمل لمدة تزيد قليلاً على 24 ساعة”.