محلل: عدم تقديم يد العون لطرفي النزاع في السودان من بين الدوافع وراء عودة المفاوضات
استأنف طرفا النزاع في السودان مفاوضاتهما في مدينة جدّة السعودية بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 6 أشهر والتي أودت بحياة أكثر من تسعة آلاف شخص،
وتسعى السعودية التي ترعى هذه المفاوضات بالشراكة مع الولايات المتحدة إلى تحقيق اختراق جديد في الأزمة السودانية بوضع طرفي الحرب على سكة الحل السياسي بالتوازي مع تحرك أحزاب سياسية لتشكيل جبهة مدنية يشارك فيها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك لوضع البلاد في مسارها الصحيح.
لكن الجيش السوداني استبق بدء المحادثات، وأعلن أن استئنافها لا يعني عمليا توقف المعركة ضد قوات الدعم السريع، وقبيل اللقاء، طرح مجلس السيادة السوداني خريطة طريق لإنهاء الحرب الحالية عبر 4 مراحل، وهي: الفصل بين القوات، والعملية الإنسانية، ومعالجة قضية الحرب بدمج “قوات الدعم السريع” وإنشاء جيش واحد، وتنتهي هذه المرحلة بعملية سياسية بالاتفاق على دستور يحدد كيفية حكم البلاد.
فهل تنجح جولة المفاوضات الجديدة في تحقيق ما فشلت في تحقيقه الجولات السابقة لاسيما إقرار وقف إطلاق نار دائم؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
المنطقة تفجّرت
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، مصعب يوسف عبد الرحمن، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “المفاوضات بين طرفي النزاع في السودان تأتي في وقت قد أُنهكا فيه الطرفان، كما يُعاني المواطنون من ويلات الحرب” مشيرًا: “هذه من بين الأسباب التي دفعت ممثلي القوات السودانية للتفاوض مُجددًا”.
وتابع: “أيضًا، من بين الدوافع وراء العودة إلى المفاوضات، هي إهمال الطرفين وعدم تقديم يدِ العود لأي منهما، أيًا كان هذا العون، مادي أو عسكري أو مساعدات، أو حتى دعمًا معنويًا، من قبل المحاور الإقليمية، لذا رأوا أن هذه الحرب قد يطول أمدها، ومن ثم ينهار الطرفين”.
ما المتوقع من المفاوضات؟
ومن ناحيته، قال رئيس منظمة شباب من أجل دارفور، أحمد عبد الله إسماعيل، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، إن: “مفاوضات جدة تبني على ما تم الاتفاق عليه في السابق”.
وأضاف: “هذه الجولة جاءت من أجل إجبار قوات الدعم السريع على الالتزام “بالأخص” بالخروج من منازل المواطنين وإخلاء المستشفيات ووقف هذه العمليات التي تستهدف المدنيين مباشرة، سواء داخل الخرطوم أو دارفور”.
كما لفت: “إضافة ممثل الاتحاد الإفريقي داخل المفاوضات، سيؤدي إلى إجبار الطرف الذي لا يريد عملية توقيف الحرب على وقفها”.
وعن توقعتها لنتائج هذه المفاوضات، قال رئيس منظمة شباب من أجلِ دارفور: “نتوقع من هذه المفاوضات أن تُشكل ضغطًا بصورة مباشرة على قوات الدعم السريع، من أجلِ وقف هجماتها تجاه المواطنين، وأن تخرج من الأماكن التي تُسيطر بها، كالمنازل”.
وتابع: “أيضًا نتوقع وضع أسس لعدم اعتراض الجهات الإنسانية في الطرق من أجلِ إيصال المُساعدات الإنسانية إلى مستحقيها”.
اشتباكات السودان
ومنذ الـ15 من أبريل أدى النزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى سقوط أكثر من 9 آلاف قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، ونزوح أكثر من 5,6 ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) “ترحب المملكة العربية السعودية باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة بتيسير من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأكّد طرفا النزاع قبولهما دعوة لاستئناف التفاوض، لكنّ الجيش شدّد على أن “استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية”.