الهلال الأحمر الفلسطيني: المستشفيات في غزة تُعاني من النقص الحاد في الوقود ما ينذر بكارثة
الجوع هو البداية للفوضى والصراعات، هذا ما يجري في غزة بعد استمرار منع إدخال المواد الغذائية الكافية للسكان مما أجبر البعض منهم على مهاجمة المساعدات للحصول عليها وهذه نتيجة طبيعية ومتوقعة بعد مرور 24 يومًا على الحصار المفروض على القطاع، بالإضافة إلى إجبارهم على النزوح جنوبًا.
ولكن كيف لمليوني شخص أن ينزحوا لمدينة صغيرة لا تتجاوز البضع كيلومترات، وهنا تظهر المخاوف المصرية من تفجر الوضع على الحدود وإجبار سكان القطاع من النزوح إلى سيناء.
فهل هذه الخطة الإسرائيلية؟، وهل ستنجح في تحقيقها؟، وهل وضعت مصر خطة للتعامل مع أسوأ الاحتمالات؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
الموقف المصري تجاه الوضع الراهن
وحول هذا الموضوع، قال مدير تحرير جريدة الأهرام، جميل عفيفي، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “مصر رفضت تمامًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى سيناء”، مشيرًا إلى أن: “الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلنها صراحة أنه لا يُمكن تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر ودول الجوار”.
وتابع: “مصر أكدت خلال قمة السلام في القاهرة هذا الأمر، وبالأمس السيسي أكد لنظيره الأمريكي جو بايدن أن مصر لن تسمح بذلك، ولن يكون هناك تهجير لأهالي قطاع غزة إلى مصر نهائيًا وهذا كلام واضح وصريح”.
ولفت عفيفي في معرض حديثه إلى أن: “السيسي تحدث باسم المواطنين المصريين، ولهذا السبب نزل المصريون إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم إزاء تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدولة المصرية”.
نفاذ الوقود.. كارثة توازي قصف المستشفى
ومن ناحيته، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، د. عبد الجليل حنجل، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إنه: “لم تدخل أي شحنة وقود خلال الأيام الماضية إلى قطاع غزة”.
وأضاف: “الوقود اليوم نحن نساويه بالحاجة الطبية، بل أصبح حاجة مُلحة كالدواء، فهو يُستخدم لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية داخل المستشفيات”.
وأشار د. حنجل إلى أن: “قطاع غزة الآن بدون كهرباء مقارنة بالوضع الطبيعي، فبالتالي المستشفيات قامت بتشغيل مولدات الطاقة التي تعمل على الوقود، وهذه المولدات تقوم أيضًا بتشغيل مولدات الأكسجين، وأجهزة التنفس الاصطناعي، والإضاء وكل شئ بالمستشفى”.
كما لفت المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى أن: “المستشفيات بشكل عام تُعاني من مشكلة التدني الحاد في نسبة الوقود الذي يتواجد بها”.
ونوه: “هناك خطط طوارئ لترشيد استهلاك الوقود قدر المستطاع بناءً على الحاجة”.
وحذّر أيضًا: “في حال نفذ الوقود داخل المستشفيات، فنحن نتحدث عن كارثة توازي قصف المستشفى، لأن المرضى سيموتون بالجماعات”.
أغلب القتلى في غزة من النساء والأطفال
وتتواصل الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة وأعداد الوفيات في ارتفاع مستمر، وتجاوزت 8 آلاف قتيل أغلبهم من النساء والأطفال.
ووفقا لمنظمة “أنقذوا الأطفال” فقد تجاوز عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إجمالي العدد السنوي للأطفال ضحايا الصراعات المختلفة عبر العالم منذ عام 2019.
وأوضحت المنظمة الدولية غير الحكومية، في بيان، أنه منذ السابع من أكتوبر، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 3257 طفلا، بينهم 3195 طفلا على الأقل في غزة، و33 في الضفة الغربية، و29 في إسرائيل، بحسب أرقام وزارتي الصحة في غزة وإسرائيل، كما أعلنت السلطات الصحية بغزة، فقد حوالي ألف طفل منذ بداية الحرب.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفولة في فلسطين، جيسون لي، إن “الأرقام مروعة ومع استمرار العنف وتوسعه في غزة الآن، لا يزال المزيد من الأطفال معرضين لخطر جسيم”.