هل بات حسن نصرالله ناطقاً غير رسمي باسم السياسة الإيرانية الخارجية؟
بعد انتظار من أنصاره أطلّ حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني بخطاب، لم يكن يحمل معان سياسية أو ميدانية وإنما جاء فقط لذر الرماد في العيون، وفي سياق إخراج إيران من أية مسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر.
وفي معرض حديثه، أكد نصر الله أن: “قرار عملية إطلاق طوفان الأقصى كان فلسطينيًا بنسبة 100% وأصحابه أخفوه عن الجميع”، وتحميل حماس مسؤولية القرار بالكامل.
نصر الله ذكر أن تحركات جماعته المؤيدة لإيران ضد إسرائيل على الحدود اللبنانية “قد تبدو متواضعة لكنْها مُهمة”.
كما أضاف: “إيران لا تمارس أي وصاية على الفصائل بالمنطقة أو قادتها”، مشيرًا: “القرار هو لدى قيادات حماس، وإيران تتبنى وتدعم وتساند”.
وناقشت حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن دلالات هذا الخطاب، خصوصاً وأنه جاء في سياق إبعاد إيران عن هجوم السابع من أكتوبر.
في هذا الصدد قال الكاتب والباحث السياسي د. ميشال الشماعي: “حاول نصرالله في خطابه إظهار أن قرار الفصائل الفلسطينية وقرار حزب الله هو مستقل عن إيران لكنه ناقض نفسه لأنه بأحد الخطابات السابقة قال إن كل عتاده من إيران وربط نفسه بها”.
وتابع: “الارتباط مع إيران هو جوهري وأساسي لا يمكن لحزب الله ولا الحوثيين ولا حماس ولا يمكنهم فصله، وذلك لمصالح جيواقتصادية كبرى”.
ورأى الشماعي أن “دلالة تصريحات نصرالله لطمأنة الشارع اللبناني الداخلي ليقول أن ما يحدث على الحدود يستهدف الدولة اللبنانية وليس حزب الله وهنا يجب التمييز، والنقطة الثانية يريد أن يقول لحماس أن قراركم مستقل ونحن ندعمكم بإلهاء إسرائيل وعدم حشدها الكثير من القوات”.
وواصل القول: “نصرالله أراد إرسال رسالة للقوات الدولية الموجودة في البحر المتوسط وتحديداً الأمريكيين ليقول أنا لست معنياً بهذا الصراع ولا شأن لي بما يحدث في محاولة لإبعاد حزبه عن الصراع بعدما لمس جدية الغرب في هذا الملف”.
بدوره أوضح د. غازي فيصل حسين مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية: “يمكن أن نفهم من خطاب نصرالله طبيعة عنصرية وكان يفترض به أن يذهب لمنطق عقلاني منفتح يحترم الآخر”.
وأردف: “تخلي حزب الله عن حماس يعكس عمق الخلل والعجز الذي تعيشه إيران”.
ولفت إلى أن “إيران تصنع صواريخ وتترك الحوثيين وبعض الميليشيات العراقية تقصف القواعد الأمريكية لكي تؤجج من الأزمة والصراع بين الفصائل المسلحة العراقية والحكومة العراقية التي هي تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
هذا وقال نصرالله إن: “ما يجري في غزة ليس حربًا كبقية الحروب السابقة، وليست معركة كبقية المعارك، هي معركة فاصلة، تاريخية، وما بعدها ليس كقبلها على الإطلاق”، أمر رأى فيه محللون مبالغة من نصرالله على اعتبار أن خطابه كان استعراضياً أكثر منه واقعياً.
ورهن نصر الله “وقف الحرب في غزة بانتصار حماس”، مضيفًا: “احتمال التصعيد على الحدود واقعي ويُمكن أن يحدث”.
كما أشار إلى أن: “العمليات على الحدود أقلقت إسرائيل والولايات المتحدة”.