الدعم السريع تفتج جبهات جديدة للحرب مع الجيش في السودان
دائما ما تغطي الأزمات والصراعات الجديدة على سابقاتها وهذا ما حدث في السودان، حيث انشغل العالم بهجوم حماس والرد الاسرائيلي على قطاع غزة ونسي أن هناك صراعا سودانيا داخليا لم يتوقف للحظة واحدة بل على العكس اشتد خلال الأسابيع الماضية بعد أن قررت قوات الدعم السريع توسيع دائرة الحرب والانتقال من الخرطوم الى المناطق المحاذية لإقليم جنوب السودان
وفي السياق لم يحرز طرفا النزاع في السودان أي تقدم نحو وقف إطلاق النار في محادثاتهما الأخيرة في مدينة جدّة السعودية، وعوضا عن ذلك أكّدا التزامهما بزيادة المساعدات الإنسانية، على ما أعلنت الرياض الثلاثاء.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية بيانا عن الخارجية السعودية جاء فيه “يأسف الميسرون لعدم تمكن الطرفين من الاتفاق على اتفاقات لتنفيذ وقف إطلاق النار خلال هذه الجولة الأولى، حيث لا يوجد أي حل عسكري مقبول لهذا الصراع”.
مشهد معقد
وهنا تطرح العديد من التساؤلات لعل أهمها أين الجيش السوداني من كل ما يجري؟ هل نجح الدعم السريع في تحويله من موقع الهجوم إلى الدفاع فقط ؟ وهل هناك نية للدعم السريع بفتح جبهة جديدة في إقليم دارفور وهل هو قادر على حسم المعركة هناك لصالحه ؟ ام للقبائل قول آخر ؟
كل هذه الأسئلة كانت محور حلقة ستوديو أخبار الآن التي استضافت من باريس أحمد عبدالله إسماعيل رئيس منظمة شباب من أجل دارفور.
ويقول إسماعيل: ” نستطيع أن نقول أن الدعم السريع فقد البوصلة ويقوم الآن بفوضى داخل السودان وخاصة في دافور وغرب دارفور”.
وتابع: “نتيجة للضغوطات التي تعرضت لها قوات الدعم السريع داخل الخرطوم توهجت إلى الأقليم الأكثر هشاشة والتي لايوجد فيها قوات عسكرية كبيرة”
وأضاف: “هناك تهديد كبير لحياة المدنيين في دارفور نتيجة ما تقوم به قوات الدعم السريع، كما أن هناك تطور خطير حصل خلال الأيام الماضية حيث قامت جهات محلية بالهجوم على المدنيين والقيام بعمليات نهب”.
ويرى إسماعيل أن ما تقوم به الدعم السريع ليس حرب داخلية إنما عملية نهب وانتهاكات ضد الانسانية.
وأكمل إسماعيل : “إذا لم يتم احتواء الحرب داخل السودان من خلال عملية تضامن كبيرة من الدول الصديقة ستمتد هذه الحرب إلى الدول المجاورة مثل التشاد وجنوب السودان ووسط أفريقيا، وهذا سيتيبب بأزمة إقليمية”.
وأشار بالقول: “هناك ارتباك بالموقف من قبل دول الجوار وخصوصاً الاتحاد الأفريقي الذي لو كان يملك القوة الكافية لأنهى هذه الأزمة، لكن أعتقد أن دول الجوار ستغير موقفها وتعزز من قواتها مع تمدد ميليشيا الدعم السريع”.
تسهيل وصول المساعدات
وحاولت الولايات المتحدة، التي ساهمت في تنسيق محادثات جدة، التقليل من التوقعات بشأن هذه الجولة الأخيرة، اذ أكد مسؤولون أمريكيون أن من السابق لأوانه مناقشة حل سياسي دائم.
لكنهم أثاروا احتمال أن تعمل المحادثات على “تحقيق وقف إطلاق النار”، وأعربت السعودية عن أملها في “اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والرخاء للسودان وشعبه الشقيق”.
لكنّ النتائج حتى الآن أقل بكثير من ذلك، ولم يتضح الثلاثاء ما هي الخطوات التالية في هذا المسار الدبلوماسي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الجانبين اتفقا على العمل مع الأمم المتحدة “لمعالجة معوقات إيصال المساعدات الإغاثية” وتحديد نقاط الاتصال لتسهيل عبور طواقم الإغاثة.