اتفاق بين إسرائيل وحماس على هدنة وتبادل رهائن وأسرى
وافقت إسرائيل وحماس فجر اليوم الأربعاء على هدنة لمدة أربعة أيام، قابلة للتجديد، تُفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من الرهائن والأسرى الذين تحتجزهم في قطاع غزة مقابل إطلاق تل أبيب سراح 150 سجيناً فلسطينياً، في أول خطوة فعلية نحو التهدئة في الحرب المستعرة منذ شهر ونصف الشهر.
وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان إنّ “الحكومة وافقت على الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من اتّفاق يتمّ بموجبه إطلاق سراح ما لا يقلّ عن 50 مختطفاً من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام يسري خلالها وقف للقتال”.
وحرصت الحكومة الإسرائيلية فجر الأربعاء على التأكيد على أنّها “ستواصل حربها” ضدّ حماس فور انتهاء مفعول هذه الهدنة.
ماهي مكاسب إسرائيل من الهدنة وهل قبولها بها دليل على فشل خطتها العسكرية في اجتياح القطاع؟ وهل ستنتهي بكارثة كما وصفها وزير الأمن القومي الاسرائيلي بن غفير؟ وما مكاسب حماس في المقابل وهل ما ستحصل عليه من هذا الاتفاق يعادل ما خسره القطاع خلال شهر ونصف؟ وهل سيلتزم بها الطرفان وماذا لو تحرك الحوثي أو حزب الله واستهدفوا إسرائيل هل سيؤثر ذلك على سيرها ؟
هذه الأسئلة كانت موضوع النقاش في ستوديو أخبار الآن الذي استضاف الدكتور سعيد الزغبي أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، ومبارك آل عاتي الباحث والمحلل السياسي السعودي
“الجميع خاسر”
وحول ما إذا كانت إسرائيل قد قبلت بالهدنة من منطلق ضعف أو قوة يقول آل عاتي: ” الحقيقة أن الكل خاسر خصوصاً إذا ما نظرنا إلى ما فعلته إسرائيل في قطاع غزة من قتل ودمار”
ويضيف: ” رغم استخدام إسرائيل لكل آلتها العسكرية لكنها لم تحقق هدفها في غزة، كما أنه لم يكن لديها في الحقيقة أهداف ثابتة في غزة ولديها أهداف متغيرة حتى لا تقع تحت الضغط
ويرى آل عاتي أن “التوصل إلى هذه الهدنة أمر مهم جداً ونأمل أن تتحول إلى وقف لإطلاق النار، لكن لايوجد رابح في هذه الحرب وأعتقد أن الجميع خاسر”
ويتابع: “هذه الهدنة من شأنها أن تمنح نفساً للمواطن الفلسطيني والحصول على المساعدات الإنسانية، وأرى كمراقب أن الرابح من الهدنة هي الأطراف التي عملت على تحقيقها كمصر وقطر”
وأكمل : “إسرائيل واقعة تحت ضغط داخلي والضغط الخارجي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، كما أن الضغط يتمثل في أن إسرائيل استخدمت كل آلتها العسكرية ولم تحقق أهداف حقيقية مثل تهجير الفلسطينيين، والقضاء على حماس، أو حتى اغتيال القيادات في حماس”.
من جهته يرى الزغبي أنه كان لابد لحماس أن تقبل بهذه الهدنة، وهذه نقطة قوة من الطرفين، والهدنة تفيدهما معاً، فالجانب الإسرائيلي سيستفيد من خلال إرجاع رهائن مدنيين، كما أن حماس ستستعيد أنفاسها خلال فترة الهدنة وتستفيد من المزيد من المساعدات الإنسانية.
ويعتقد الزغبي أن ما خسرته السلطة الفلسطينية خلال هذه الحرب من قتلى في صفوف المدنيين والدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية في القطاع لايمكن أن يتم تعويضه خلال فترة الهدنة القصيرة.
وتابع: “إسرائيل تؤكد أنها ستواصل الحرب بعد الهدنة، ونحن نتسائل كمراقبين ومراكز فكر أين هي حماس؟ وكيف لها أن تقاتل إسرائيل هكذا خصوصاً وأن ليس لها كيان موجود بالفعل في قطاع غزة، حتى أنه لايوجد مبنى خاص بها”.
وتحتجز حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى 240 شخصا منذ الهجوم الدامي على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتسبّب الهجوم بمقتل 1200 شخص في إسرائيل، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة أوقع 14128 قتيلا بينهم 5840 طفلا، وفق حكومة حماس.
كما بدأت إسرائيل عمليات برية واسعة داخل القطاع منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر. وتفرض “حصارا مطبقا” على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات وقود ومواد غذائية ومياه.