تمديد الهدنة المتفق عليها بين حماس وإسرائيل
الهدنة في غزة تدخل يومها الخامس بعد موافقة إسرائيل وحماس على تمديدها لمدة يومين، بحسب ما أعلنت الخارجية القطرية.
وسيرافق أيام الهدنة الإضافية في قطاع غزة، بعد القبول بتمديدها، مجددا عملياتُ تبادل يومية لرهائن وسجناء فلسطينيين بنفس الصورة التي جرت عليها سابقا. ففي مقابل كل رهينة إسرائيلية تطلق حماس سراحها، ستفرج إسرائيل عن ثلاثة من المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
وهنا تبرز عدة أسئلة في مقدمتها هل وضعت الحرب في قطاع غزة أوزارها وبدأ الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب خاصة مع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس المقبل إلى إسرائيل والضفة الغربية للبحث عن في كيفية إقامة دولة فلسطينية مستقلة؟ وهل اقتنعت إسرائيل بأنها لن تستطيع اقتلاع حماس من جذورها في غزة وقبلت بالأمر الواقع؟ وهل بالمقابل اقتنعت حماس أنها لن تستطيع عن طريق طوفان الأقصى وغيرها من العمليات حتى وإن كانت نوعية أن تخرج إسرائيل من الأراضي الفلسطينية ؟
هذه الأسئلة كانت محور النقاش في ستوديو أخبار الآن الذي استضاف من رام الله عبد الله الزغاري رئيس نادي الأسير الفلسطيني وعصمت منصور باحث متخصص في الشأن الإسرائيلي
وحول أسباب قبول إسرائيل بالهدنة يقول منصور ” موقف إسرائيل من الهدنة يعتبر تراجعاً عن مواقفها الأصلية، فهي لم تستطع أن تحقق من خلال القوة العسكرية أهدافها وخاصة إعادة الرهائن”
وأضاف: “كما أن الضغط الهائل من أهالي الرهائن والجنود المحتجزين لدى حماس من أجل استعادتهم، كما أن الولايات المتحدة والوسطاء مارسوا ضغطاً على إسرائيل”
وأكمل: “وهناك عامل آخر دفع إسرائيل لقبول الهدنة وتمديدها وهو صمود حماس على الأرض وفشل إسرائيل بالوصول إلى الرهائن حيث استنفذت الخيار العسكري”
وتابع : “من الناحية الأخرى حماس لم يكن لديها مشكلة بالذهاب إلى وقف إطلاق النار بل على العكس فهي أرادت هذه الهدنة لأن الحصار خنق الناس بشكل كبير”
ويرى منصور أن “حماس هي الأخرى تعاني من الحصار والضغط الشعبي عليها حيث أنها معنية بتمديد الهدنة أطول فترة ممكنة كي تتيح إدخال أكبر قدر من المساعدات إلى القطاع وإعطاء الناس فرصة لالتقاط أنفاسهم”.
وأشار إلى أن “حماس مستفيدة من تمديد الهدنة وتريد تحويلها إلى هدنة دائمة وهذا ما ترفضه إسرائيل التي تريد هدنة تستعيد فيها أكبر قدر من الأسرى ومن ثم تستأنف القتال من أجل تحقيق أهداف وضعتها بشكل محدد وتوافقت عليها مع الولايات المتحدة وعلى رأسها القضاء على جناح حماس العسكري وحكمها للقطاع واستعادة الأسرى”.
وتابع: “الكل يدرك أنه سيتم العودة إلى القتال بعد انتهاء الهدنة القصيرة، لأن إطالة الهدنة سيعني انتصار حماس، لذلك فإن إسرائيل ستسعى لمفاوضة حماس وهي تحت النار والحصار، وفي نفس الوقت ستسعى لاستراتيجية خروج من هذه الحرب بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ومنها ترتيبات لكيفية حكم قطاع غزه ومن يديره”
من جهته يقول عبد الله الزغاري رئيس نادي الأسير الفلسطيني:” الشعب الفلسطيني ينظر إلى وقف هذها العدوان، والجهود الدولية التي بذلت خلال الفترة الماضية بعد عدم تمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها نأمل في أن تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار
وتابع: “نرحب بإطلاق سراح أي معتقل فلسطيني بغض النظر عن الطريقة التي تم تحريره فيها فحرية هؤلاء المعتقلين واجب وطني ومسؤولية الجميع في فلسطين”
وأكمل: “وحول تلاعب إسرائيل بصفقة السجناء والإفراج عن من شارفت أحكامهم على الانتهاء يقول الزغاري: ” هذا تم بناء على التفاهمات التي تم التوصل إليها، وإسرائيل لم تتحكم بالأسماء التي تم إطلاق سراحها بشكل مباشر”.
وأشار إلى أن “استكمال هذه الهدنة وإطلاق سراح 150 فلسطينياً ضمن معايير إطلاق سراح المعتقلات حسب الأقدمية والأطفال يعتبر إنجاز نتمنى ونأمل أن يتم العمل عليه لاستكمال تحرير باقي المعتقلين”
وحول مستقبل القطاع بعد الحرب يقول: ” حماس كانت جزء من النظام السياسي الفلسطيني خلال السنوات الماضية وشاركت في الانتخابات”
ولفت منصور إلى أن “المطلوب من حماس اليوم إعلان انضمامها إلى منظمة التحرير الفلسطينية لتكون جزءاً من العلملية السياسية المتكاملة التي يطمح من خلالها الشعب الفلسطيني لانهاء الاحتلال”
وتابع : “الحل الوحيد اليوم هو الانتخابات الفلسطينية الشاملة التي تشارك فيها كل القوى ومنها حماس التي كانت جزء من هذه العملية وشاركت في انتخابات المجلس التشريعي سابقاً”