أوكرانيا تخشى توقف الدعم العسكري الأمريكي مع اقتراب الشتاء
تعيش أوكرانيا قلقا متواصلا بسبب احتمالية عدم استمرار ضخ المساعدات الأمريكية العسكرية والمالية اليها بسبب الخلافات داخل الكونغرس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وداخل الحزب الواحد
حذّرت مديرة مكتب البيت الأبيض للإدارة والموازنة شالاندا يانغ الكونغرس الاثنين من أن الفشل في الاتفاق على تمويل جديد لأوكرانيا بحلول نهاية العام “سيشلّ” كييف ميدانيا في معركتها ضد القوات الروسية.
أزمة الدعم الأمريكي لأوكرانيا بدأت من أشهر حيث يرى مشرعون أمريكيون عدم جدوى الدعم، وأن الشعب الأمريكي أولى به لأن أوكرانيا لم تنجح في تحقيق تقدم واضح في هجومها المضاد وازدادت الأمور تعقيدا بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس والدعم الأمريكي لتل أبيب
وقدّمت الولايات المتحدة بالفعل مساعدات أمنية بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
وتهدد أوكرانيا أيضا بالتأثير على فرص إعادة انتخاب بايدن الساعي للفوز بولاية ثانية العام المقبل، فيما تظهر الاستطلاعات بأن عددا متزايدا من الناخبين يرى أن الولايات المتحدة تبذل أكثر مما ينبغي لمساعدة كييف.
وهنا نسأل هل تستطيع أمريكا الموازنة بين دعم حلفائها؟ وماهو موقف بايدن لو رفض الكونغرس تمديد الدعم؟ وكيف ستسغل روسيا هذه الخلافات لتحقيق مكاسب عجزت عن تحقيقها سابقا خلال الحرب؟
وفي هذا الخصوص يقول ميكولا باستون، الأكاديمي والباحث السياسي الأوكراني لـ”ستديو أخبار الآن: ” السيناريوهات تعتمد على تصرفات حلفائنا، إذا توقف أمريكا عن دعمنا فلا يمكن تحقيق تقدم في الهجوم المضاد لتحرير أراضي واسعة تحتلها روسيا إنما التركيز على الدفاع”.
ويتابع: “إذا ما توقفت واشنطن عن دعمها العسكري فلابد من البحث والتركيز على إمكانيات أخرى للحصول على المساعدات خصوصاً من الدول الأوروبية القريبة من المعركة، حيث تدرك هذه الدول أكثر من الأمريكيين ربما حجم التهديد والخطر، ولديهم رغبة أكثر لتقديم المساعدات المالية والعسكرية وغيرها”.
ويكمل: “والخيار الثاني بالنسبة لنا هو تطوير الانتاج المحلي، حيث كان من المتوقع انتهاء الحرب خلال شهور أو سنة، لكن يبدو أنها ستستمر أكثر من ذلك”.
وأشار باستون بالقول: “بدأت الحكومة الأوكرانية إيجاد بنية تحتية لتطوير الانتاج المحلي للذخائر والأسلحة وتطويرها، ورغم هذا لايمكن إنكار أن الوضع سيكون صعباً، لكن للأسف لا يوجد لدينا خيار آخر”.
لا بديل عن السلاح الأمريكي
من جهته يقول الدبلوماسي الأوكراني السابق فلاديمير شوماكوف: ” لايوجد بديل عن السلاح الأمريكي، لأن الدول الأوروبية تزود أوكرانيا بالأسلحة لكن بكميات محدودة”
ويضيف:” لدينا شواهد جديدة بأن الوضع السياسي يتغير في بعض الدول الأوروبية ومثال عليه ما حصل في هولندا مع وصول اليمين المتطرف إلى الحكم وهم ضد تقديم أي مساعدة عسكرية أو مالية لأوكرانيا، وكذلك لدينا سلوفاكيا وهذا أمر مقلق لنا”.
وتابع: “من الخيارات التي لدينا اليوم هي زيادة إنتاج الاسلحة محلياً، لكن بصراحة أوكرانيا هي الآن عاجزة ولا تستطيع تنفيذ هذا السيناريو قريباً فهي بحاجة ماسة غلى الدعم وخاصة من أمريكا
وأكمل: “بوتين اختار طريق استنزاف أوكرانيا والغرب لكنه يستزف كذلك روسيا، حيث تواجه مشكلات، لكننا نؤكد أن أوكرانيا بحاجة ماسة للدعم من الاتحاد الاوروبي”.
بايدن يطلب المزيد من الدعم
طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس في تشرين الأول/أكتوبر الموافقة على حزمة تمويل للأمن القومي قدرها 106 مليارات دولار تتضمن دعما لأوكرانيا وللحرب الإسرائيلية على حماس.
لكن الكونغرس بقي شهورا يعاني من الشلل بسبب الخلافات الداخلية بين الجمهوريين فيما يعارض النواب اليمينيون المتشددون خصوصا أي مساعدات إضافية لكييف في ظل تواصل الحرب.
تضغط أوكرانيا للحصول على مزيد من المساعدات الخارجية فيما تكثّف القوات الروسية هجماتها في الشرق بعدما صدّت هجوم كييف المضاد.
ومع دخول الحرب ثالث فصل شتاء، بقي الوضع على حاله إلى حد كبير على خط الجبهة خلال العام الماضي رغم التحرّك الكبير للقوات الأوكرانية خلال الصيف بالاعتماد على المعدات العسكرية الغربية.