واشنطن تعلن تشكيل تحالف دولي لمواجهة هجمات الحوثي في البحر الأحمر
قررت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي جديد لمواجهة الهجمات الحوثية على السفن وناقلات النفط في البحر الأحمر
الدول المشاركة في التحالف هي أمريكا وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا بحجة أن التهديدات الأمنية هي دولية وتحتاج إلى جهد دولي.
لكن هل أمريكا بحاجة لإشراك دول أخرى لمواجهة مجموعة مسلحة أدرجتها على لائحة الإرهاب وثم رفعتها منها ؟ أم هي تريد إشراك الدول كي لا تضطر فتح حرب مباشرة مع محرك الجماعة الرئيسي وهو إيران ؟
الهجمات الحوثية تسببت بتغيير مسار عشرات السفن إلى رأس الرجاء الصالح وهذا يعني ارتفاع تكلفة الطريق والتأمين والأسعار عالميا ومازالت واشنطن تتعامل بطريقة لا تتناسب مع حجم الأزمة بحسب مختصين
وهنا نسأل هل انتقلت الحرب رسميا إلى البحر الأحمر؟ ولماذا لم يتم إشراك إسرائيل في التحالف الجديد؟ وهل ستضطر تل أبيب للرد على إيران دون الرجوع إلى واشنطن إذا اضطُرت ؟
وحل وهذ الموضوع تقول هايدي فاروق عبد الحميد كبير المستشارين بمركز القانون والعولمه بجامعة رينمين بالصين وخبيرة ترسيم الحدود: “إسرائيل ليس بمقدروها فتح جبهة إيران الآن، وإلا فتحت جبهة الجنوب اللبناني على مصراعيها، لكن بالنسبة لها أمريكا تقوم بهذا الدور بالوكالة”.
وأضافت: “إنهاء أزمة غزة سينهي بصفة مؤقتة هجمات الحوثيين وتحكمهم بمضيق باب المندب، لكن سيظل هذا الصداع موجود وهو خطر كامن، مالم تتم السيطرة القوية وبقوة القانون الدولي على مضيق باب المندب”
وأكملت: “أتوقع أن تؤثر هجمات الحوثيين تأثيراً مباشراً وأن تحدث أزمة للعالم كله أكبر من أزمة إغلاق مضيق تيران فيما مضى”
وتابعت: “ضمان حرية الملاحة في قناة السويس مرتبط بحرية الحركة في باب المندب، وهذا أمر حيوي وسيؤثر على العالم أجمع، ولابد من وقف هجمات الحوثيين تحت أي مبرر”
تأجيج الصراع
وحول حاجة الولايات المتحدة لهذا التحالف يقول د. عبد اللطيف درويش أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات : ” لا أحبذ اشتراك الدول العربية في هذا التحالف، حيث وجود تكتلات تشجع على أن تكون الامور أسوأ، ما يحدث في البحر الأحمر نتيجة لما يحدث في غزة، وهنا نسأل لماذا لا تتجه الولايات المتحدة وهي الضامنة لاتفاقية أوسلو للذهاب لتطبيق قرارات الأمم المتحة بتأسيس دولة للفلسطينيين وحل الصراع على هذا الأساس وتحرر غزة من الحصار الذي دام لأكثر من عشرين عام
وأكمل : “الحوثيون أعراض جانبية للصراع، وحتى لو افترضنا أن لديهم طموحات أو أهداف تتعلق بإيران، لا بد من حلّ الحجة وهي غزة والقضية الفلسطينية، لأن حل الإشكالية يحل مشاكل المنطقة، وبعدها لن يكون هناك مبرر للحوثيين بالقيام بهذه الهجمات”
“وجود تكتلا يؤدي أيضاً إلى تأجيج الصراع في المنطقة وقد يكون هناك استهداف لمنشآت نفطية، إغلاق للمضائق وبالتالي لا بد لدول المنطقة بحل مشاكلها بعيداً عن واشنطن”
تهديد متواصل
هدد زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي باستهداف “المصالح” الأمريكية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده، بعد إعلان واشنطن تشكيل تحالف لمجابهة الهجمات التي استهدفت سفنًا تجارية في البحر الأحمر على خلفية الحرب في غزة.
وفي أعقاب الإعلان عن التحالف، توعّد الحوثيون بأن عملياتهم لن تتوقف، وحذّروا بأن “أي دولة” ستتحرك ضدهم سيتمّ استهداف سفنها في البحر الأحمر.
وصعّد المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم على ناقلات النفط وسفن الشحن وغيرها في البحر الأحمر.
وإثر الهجمات، علقت عدة شركات شحن كبرى المرور عبر مضيق باب المندب الذي تمر عبره 40 في المئة من التجارة الدولية إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته الحركة على إسرائيل من قطاع غزة وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين قضى معظمهم في اليوم الأول، بحسب أحدث الأرقام عن السلطات الإسرائيلية.