أبرز محطات الغزو الروسي لأوكرانيا في 2023
بعد مرور 22 شهرًا تقريبًا وتحولها إلى حرب استنزاف، يستمر القتال دون نهاية وشيكة في الأفق بين روسيا وأوكرانيا، ولم يحقق أي من الجانبين انتصارًا حاسمًا في ميدان المعركة.
ومن أجل شن هجومها المضاد توسعت حزمة المساعدات الغربية لتصل إلى مستوى لم يسبق تقديمه لأي بلد منذ الحرب العالمية حيث حصلت كييف على صواريخ بعيدة المدى للمرة الأولى.
الدعم الغربي الكبير الذي انطلق مع بداية 2023 كان السبب الرئيس لقدرة كييف على المحافظة على مكتسباتها والدفاع عن أراضيها لكنها بذات الوقت لم تنجح في تنفيذ ما كانت تحلم به من خلال الهجوم المضاد الذي لم يكن له تأثير كبير على مجرى الحرب رغم التحضيرات والاستعدادات والترويج الكبير له.
وحول هذه النقطة يقول د. عماد أبو الرُب رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار لـ لـ”ستديو أخبار الآن”: أوكرانيا في البداية كانت تعول على صمود الشعب والجيش في وجه الهجمة الروسية لإفشال الأهداف التي رسمت سواء كان تغيير القيادة السياسية أو احتلال العاصمة كييف أو السيطرة على الأراضي الأوكرانية”.
وتابع: ” اليوم ورغم كل الاستنزاف الذي حصل فإن أوكرانيا تعتبر نفسها أفشلت هدف روسيا الأول المتمثل بتغيير القيادة السياسية، وكذلك الهدف الثاني المتمثل بضم الأراضي الأوكرانية”.
ويكمل: ” في المقابل دفعت أوكرانيا فاتورة هذا الصمود حيث انها فقدت جزءاً من أراضيها ودمر جزء كبير سواء بنى تحتية زراعية وطاقية ولوجستية.
ولفت أبو الٌرب بالقول: ” لاتزال أوكرانيا تنظر باهتمام وريبة لمسألة الدعم الغربي لها وإذا ما كان سيعينها على استعادة أراضيها أو أنه سيطيل أمد الحرب”.
الصورة لاتزال غامضة نوعاً ما في أوكرانيا من حيث النتائج، فالجبهات والقصف المتبادل مستمر، كذلك التعبئة الجديدة التي أعلن عنها تشير ربما إلى إطالة عمر الحرب”.
وأكمل: “علينا أن ننتظر نهاية فصل الشتاء لمعرفة توجهات الطرفين في هذه الحرب حيث سيتوضح لاحقاً الموقف الغربي فيما يتعلق بمواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا”.
محطات مهمة خلال العام 2023:
السيطرة على باخموت
وفي أول تقدم كبير لموسكو في الصراع، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاستيلاء على مدينة باخموت، في 21 مايو 2023، بمساعدة ميليشيا فاغنر، بعد أشهر من المعارك الدامية التي حولت المدينة إلى أنقاض.
في 30 مايو 2023، تعرضت منطقة سكنية في العاصمة الروسية، موسكو، لهجوم شمل 8 مسيّرات، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
سد كاخوفكا
في 6 يونيو من العام الحالي، تعرض سد نوفا كاخوفكا، جنوبي أوكرانيا، للانهيار الكامل، وسط تبادل للاتهامات بين موسكو وكييف بشأن المتسبب في تفجير السد.
تمرد فاغنر
في يونيو حزيران حبس العالم أنفاسه وهو يراقب مشهد التمرد العسكري الذي قادة يفغيني بريغوجين زعيم ميليشيا فاغنر ضد القيادة الروسية وانتهى بمقتله لاحقا بعد تحطم طائرته في ظروف غامضة، لم يعرف الفاعل بعد، لكن «فاغنر» غابت عن المشهد منذ ذلك الحين.
بدء الهجوم المضاد
في 11 يونيو الماضي، بدأ الهجوم الأوكراني المضاد لكنه تعرض لانتكاسات واضحة أفضت في الأخير إلى اعترافات أوكرانية بعدم تحقيق أهدافه، وهو ما شكّل خيبة أمل واسعة في الغرب.
وفي 17 يوليو، وقع هجوم أوكراني على جسر القرم، الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا، ما تسبب في انهيار الجسر جزئيًا بعد تقارير عن وقوع انفجار، ومقتل شخصين.
البحر الأسود والقرم في مرمى النيران
بعد رفض موسكو تمديد اتفاق تصدير الحبوب، تصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية له ما خلف أزمة كبيرة على مستوى الاقتصاد العالمي خصوصاً فيما يتعلق بواردات الحبوب.
وفي هذا الخصوص يقول رضوان قاسم – مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية لـ”ستديو أخبار الآن”: تأثر العالم بشكل كبير بسبب هذه الحرب، وليس فقط أوكرانيا وروسيا خصوصاً الدول الأوروبية والغربية”.
وتابع: “هناك أزمة اقتصادية كبرى وأزمة مالية والجميع متأثر نتيجة الحرب التي أعتبرها حرباً عالمية ثالثة مصغرة، وإذا ما نظرنا إلى الصورة بشكل أوسع لوجدناها كذلك، حيث لدينا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية وكلها تدعم اوكرانيا، وفي المقابل روسيا والصين وإيران وبيلاروسيا تدعم روسيا”.
وأكمل: “تأثير الحرب الأوكرانية اقتصادياً كبير جداً خصوصاً في موضوع الحبوب حيث شهدنا غلاء الأسعار وانقطاع المخزون عن بعض الدول، كذلك ارتفعت أسعار الطاقة بشكل كبير في كل العالم، أوروبا أصبح لديها مشاكل كالتضخم وغلاء المعيشه”.
ولفت قاسم بالقول: “نحن نتحدث هنا عن دولتين أساسيتين اقتصاديا على صعيد الطاقة والمواد الغذائية، وبالتأكيد الحرب لها تأثير كبير على روسيا وأوكرانيا”.
استهداف الأسطول الروسي
وفي 4 أغسطس، نفذت أوكرانيا هجومًا بزوارق مسيّرة خارج ميناء نوفوروسيسك، الذي يُعد قاعدة بحرية رئيسة ومحطة لتصدير النفط شرقي القرم.
وتعرض أسطول البحر الأسود الروسي لهجوم بمسيّرة، في 20 أغسطس، دون وقوع خسائر.
تمكنت أوكرانيا من اختراق أول خط دفاع روسي رئيس، جنوب شرقي البلاد، في 31 أغسطس، واستعادت بعض القرى،
وفي 22 سبتمبر، ضرب صاروخان أوكرانيان مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول، وأعلنت أوكرانيا أن عشرات الأشخاص بينهم “شخصيات قيادية في البحرية الروسية” قتلوا أو جُرحوا في الهجوم